من سألَ اللهَ في أمورٍ - محيي الدين بن عربي

من سألَ اللهَ في أمورٍ
عن أمره لم يخب سؤالهْ

وجاءه في الجوابِ منه
ما فيهِ إنْ حققوا كمالهْ

إنَّ الذي تنتهي المعالي
في كلِّ شيء له مآله

وليس بعد الكمال نقصٌ
إنْ أنتَ أنصفتني مثالهْ

عبد وربٌّ هل ثم غير
قدِ انتهى عينه وحالُهْ

لله قومٌ لما ذكرنا
تحققوا فيهِ همْ رجالُهْ

في كلِّ حال لهم وجودٌ
فهمْ لما قلتهُ عيالُهْ

عارَ عليهمْ فما جواهُمْ
في ذكرِهِ غيرهُ مقالُهْ

وكلُّ شخصٍ على انفرادٍ
من مثله قد حماه ماله

بالمالِ مالَ الورى إليهِ
لذاكَ يرجوهمُ نوالهُ

ومالهمْ في الرجاءِ عينٌ
ومنْ لهُ لمْ يزلْ وبالُهْ

وليس ذاك الشخيصُ منهم
وهوَ الذي لمْ يخبْ سؤالهْ

لمْ يفتقرْ في الورى إليهمْ
لأنه لم يقم جماله

بهمْ فلمْ يعرفوا كراماً
فحاله بينهم خلالُه

فما لهم في الوجود قدر
لوْ ذكروا قيلَ همْ سفالُهْ

دارتْ رحى كونهمْ عليهمْ
فهمْ إلى طحنهِ ثفالهْ

يجهلهم كلُّ من يراهم
وهم على خلقه ظلاله

رحمتهمْ قطُّ ما يراها
من ضاقَ في علمه مجاله

لو أنَّ شخصاً يريدُ سوءاً
به لما ردَّه محاله