قف بالمعرّة - نبيلة الخطيب

قف بالمعرّةِ واذكر النعمانَ
قد شَرّعَ الأبوابَ حين دعانا

هو ذا المعرّي مُبصرٌ في ليله
عيناه نافذةُ الرؤى إيمانا

ما كلّ طرْفٍ حين يرنو مُبصراً
كم من عيونٍ أودِعِتْ عميانا

كنا بكينا بؤسَه فإذا به
قد راحَ يبكي بؤسَنا وبكانا

يا سيّدي مُذ سقطُ زندكَ أسقِطَتْ
منّا الزنودُ وليلُنا غَشّانا

حرية الإنسان بين ضلوعه
فعلامَ نخشى السجنَ والسّجانا؟

حلبُ الجميلةُ لم تزلْ في حُسْنها
والفستقُ المكنونُ بُثّ جُمانا

وربوعُ إدلبَ بالهوى ريّانةٌ
والوردُ جوريّ العبير شذانا

قل للمعري إن وقفت ببابه
إنا نظمنا شعرنا تحنانا

وعلى بساط الشوق رفرفَنا الجوى
والعشق رقرقَ دمعَنا غدرانا

الشامُ تعلمُ حين يمّمْنا السُرى
جئنا نُسَرّي ما سرى وشجانا

القلبُ يلزمُ ما لزمتَ وبيننا
عِرْقٌ شفيفُ البوح ملءَ دمانا

كيف الزمان يظن أنك ساكنٌ
ويخالنا في عدْوِنا سُكّانا؟

والله ما نال الحياة حقيقةً
إلا الذي غنى لها فأبانا

فترددتْ أصداؤه في أفقها
ومضى ولكن ذكرُه ما بانا.