إنَّ لي معنى ً أعيشُ بهِ - محيي الدين بن عربي

إنَّ لي معنى ً أعيشُ بهِ
هو مني مثل نا وأنا

فيقولُ الشرعُ أنتَ هنا
ويقولُ الكشفُ لستُ هنا

كلُّ منْ تعدوه حكمتهُ
فهوَ في تعمى بها وهنا

وجميعُ الخلق ليس لهم
منْ غذاءٍ غيرهمْ فبنا

فبنا كانتْ عوارضُنا
وبه كنا له سكنا

ويقولُ العقلُ فيهِ كما
قاله مدبِّر الزمنا

وهو لا يدري زمانتهم
فتراه يعبد البدنا

والذي أحواله هكذا
هو إلا عابدٌ وثنا

فإذا قامتْ شواهدُهُ
عنده مضى لها وثنا

عطفهُ عنها وغادرها
عدماً واستلزم السننا

وأتى لكلِّ خافية ٍ
فأتى بها لهم علنا

وأزال الابتداع ولم
ير إلا الفرض والسننا

كلُّ ما في العلمِ يشهدهُ
ليس شيءٌ عنده بطنا

فمتى ما قال قائلهم
حكمة َ الإخفاءِ عنهُ بنى

قل له جهلت صورته
فانظروا ما ضمنَ اللسنا

من يقلْ نحنُ بهِ ولهُ
فليقل أيضاً بنا ولنا