قد صح أنَّ الغنى لله والكرما - محيي الدين بن عربي

قد صح أنَّ الغنى لله والكرما
فما أبالي إذا ما حل بي عدم

ليسَ التعجبُ منْ تأثيرِ قدرتهِ
عجبتُ إذْ أثرتْ في جودهِ الهممُ

ليس الكريمُ الذي من نعته كرمٌ
إنَّ الكريمَ الذي منْ ذاتهِ الكرمُ

ليس الكريمُ الذي يعطيك عن قدر
إنَّ الكريمَ الذي يعطي ويتهمُ

ليس الكريمُ الذي يعطي بحكمته
إنَّ الكيم الذي تعطى بهِ الحكمُ

إنَّ الكريمُ الذي يعطي ويغتنمُ
عين القبولِ ولا يُعطى ويحتكم

من يطلبِ الشكر بالإنعام ليس له
ذاك التكرم فابحث أيها العلم

غير الإله الذي أولى بنعمته
وكلّ من نعته الإيجاد والعدم

إني ضربت حجاباً ليس يرفعه
سواهُ أوْ منْ بهِ الألبابُ تعتصمُ

هذا الذي قلتهُ الألبابُ تجهلهُ
وليسَ تثبتهُ الأعرابُ والعجمُ

به خُصصتُ على كشفٍ ومعرفة
ولم يكن فيه لي من قبل ذا قدم

قد يلحقُ الناسَ في أقوالهم ندمٌ
وليسَ عندي فيما قلتهُ ندمُ

لأنه المنطق الأعلى فكان له
عني التلفظُ والتعريفُ والكلمُ

والعبد في عزلة ٍ عن كلِّ ما كتبتْ
كفٌّ لهُ أوهمتْ منْ كفهِ ديمُ

ما في الوجودِ سواهُ فالوجودُ لهُ
لذاته وأنا الظلُّ الذي علموا

لولاهُ ما نظرتْ عيني ولا سمعتْ
أذن لنا وبنا عليه قد حكموا