قفْ بالمنازلِ، واندبِ الأطلالَ - محيي الدين بن عربي

قفْ بالمنازلِ، واندبِ الأطلالَ
وسلِ الربوعَ الدَّارساتِ سؤالا

أينَ الأحبة ُ، أينَ سارتْ عيْسهم
هاتِيك تَقطَعُ في اليَبَابِ ألالا

مثلَ الحدائقِ في السَرابِ تراهمُ
الآلُ يعظمُ في العيونِ ألالا

سارُوا يُرِيدُونَ العُذَيْبَ لِيَشَربوا
ماءً بهِ مثلُ الحياة ِ زُلالا

فقفوتُ أسألُ عنهمُ ريحَ الصَّبا:
هل خيَّموا أو استظلُّوا الضَّالا

قالتْ تركتُ على زرودَ قِبابهم
والعيسُ تشكو من سراه كلالا

قد أسدلوا فوْقَ القِبابِ مَضَارِباً
يَسْتُرْنَ من حرّ الهَجِيرِ جَمالا

فانهضْ إليهمْ طالباً آثارهمْ
وارقلْ يعيسكَ نحوهم إرقالا

فإذا وَقَفْتَ على مَعالِمِ حاجِرٍ
وقَطَعْتَ أغواراً بها وجِبالا

قَرُبَتْ مَنَازِلُهم، ولاحَت نارُهم
ناراً قَدَ اشْعَلَتِ الهَوَى إشْعالا

فأنِخْ بها لا يرهبنّك أُسدُها،
الاشتياقُ يريكها أشبالا