هيهاتَ هيهاتَ لما توعدونْ - محيي الدين بن عربي

هيهاتَ هيهاتَ لما توعدونْ
من قيل فيهم في لظى مبلسون

حالَ إله الخلق ما بينهم
وبينهُ شرعاً فلا يرحمونْ

إنَّ على أبصارِهم غشوة ٌ
من ظلمة الجهلِ فلا يبصرون

قد علموا الأمر فأنساهمُ
فلم يجيبوا وأبوا يسمعون

فلتأتهمْ ساعتهمْ بغتة ً
من عنده بكلِّ ما يكرهون

تأخذهم منه على غفلة
في حالِ تفريطٍ ولا يشعرونْ

قدْ لعموا الأمرَ فأنساهمُ
أنفسهم سكراً ولا يعلمون

لا يُسأل الله عن أفعاله
بهمْ كما جاءَ وهمْ يسألونْ

قد قيل فيهم وقفوهم يروا
هذا الذي كانوا بهِ يفتنونْ

قدْ قصلَ اللهُ لهمْ مالهمْ
وما عليهم في الذي يقرأون

جاءتْ بهِ الأرسالُ منْ عندهِ
مبشرينَ وبهِ منذرونْ

قالَ لهمْ خيالهمْ حكمنا
اللغوُ فيهِ فعسى تغلبونْ

عاد عليهم حسرة لغوهم
فيه فكانوا في الورى خاسرين

فأعرضَ اللهُ وأرسالهُ
لما تولوا عنهمُ معرضين