عليكَ بحفظِ النفسِ فالأمرُ بينٌ - محيي الدين بن عربي

عليكَ بحفظِ النفسِ فالأمرُ بينٌ
فإنَّ وجودَ القشرِ للبِّ صائنُ

يصونُ بحكم الحالِ لا علمَ عنده
فما يدري ما تحوي عليهِ المصاونُ

وإنَّ وجودي صائنٌ من علمته
وبيني وبينَ الحقِّ فيهِ تباينُ

فيحفظني وقتاً ووقتاً أصونه
ويدري الذي قدْ قلتهُ منء يعاينُ

فما ثمَّ إلا الكشفُ ما ثمَّ غيرهُ
وما بعدَ علمِ العينِ علمٌ يوازنُ

إذا كان مخدومي الذي قد تركته
بسطامَ خلفي قلْ لمنْ أنا سادنُ

إذا كان مطلوبي ومن هو غايتي
وبدئي فما في العالمينَ تغابنُ

أرى فتية عمياءَ جاءت لنصرتي
تقول لنا بالحال أنت المفاتن

فحصَّلتُ منها كلَّ خيرٍ وإنني
أسايفُ أوقاتاً ووقتاً أطاعنُ

وما أنت فيها ذو نواءٍ نويته
ولا أنا عنها بالجماعة ظاعنُ

فمنْ شاءَ فليرحلْ ومنْ شاءَ فليقمْ
فما الأمرُ إلا كائنٌ وهوَ بائنُ