هلْ في الشُّموسِ التي تحدى بها العيرُ - مهيار الديلمي

هلْ في الشُّموسِ التي تحدى بها العيرُ
قلبٌ إلى غيرِ هذا الدِّينِ مفطورُ

أمْ عندَ تلكَ العيونِ المتبلاتِ لنا
دمٌ على أسهمِ الرَّامينَ محظورُ

زمَّوا المطايا فدمعٌ مطلقٌ أمنَ ال
عدوى ودمعٌ وراءَ الخوفِ محصورُ

فكمْ نهيتُ بأولى الزَّجرِ سائقهمْ
حتى تشابهَ مهتوكٌ ومستورُ

وفي الخدورِ مواعيدٌ مسوَّفة ٌ
لمْ يقضَ منهنَّ منذورٌ ومنظورُ

وماطلاتٍ ديونَ الحبِّ تلزمها
ليَّاً وهنَّ مليَّاتٌ مياسيرُ

لا تقتضى بفتى ً يقتلنَ عاقلة ً
ولا يقومُ وراءَ الثأرِ موتورُ

يجحدنَ ما سفكتْ أجفانهنَّ دماً
وقدْ أقرَّ بهِ خدٌّ وأظفورُ

يا سائقِ البكراتِ استبق فضلتها
على الوريدِ فظهرُ العفرِ معقورُ

حبساً ولو ساعة ً تروى بها مقلٌ
هيمٌ وأنتَ عليها الدَّهرُ مشكورُ

فالعيسُ طائعة ٌ والأرضُ واسعة ٌ
وإنَّما هو تقديمٌ وتأخيرُ

تغلَّسوا منْ زرودٍ وجهَ يومهمُ
وحطَّهمْ لظلالِ البانِ تهجيرُ

وجاذبوا الجزعَ منْ وادي الأراكِ وقدْ
تعصَّبتْ بالغروبِ الأحمرِ القورُ

وضمنوا اللَّيلَ سلعاً أنْ رأوهُ وقدْ
غنَّتْ على قنَّتي سلعَ العصافيرُ

وكيفَ لا يستطيبُ العشبَ رائدهمْ
وكلُّ وادٍ لهمْ بالدَّمعِ ممطورُ

واستكثفوا البقلَ منْ نعمانَ فاقتحموا
لسَّاً وخضماً فمهلوسٌ ومهصورُ

ومنْ ورائهمُ عقدُ اليمينِ سدى ً
مضيَّعٌ وذمامُ الجارِ مخفورُ

أطبقتْ جفني على ضوءِ الصَّباحِ لهمْ
حفظاً فما لنهارٍ فيهما نورُ

وعاصتْ اليأسَ نفسي أن تُعابَ بهِ
وكلُّ سالٍ بأمرِ النَّاسِ معذورُ

وقدْ عددتُ على سكرى بفرقتهمْ
شهورَ عامٍ وقلبي بعدُ مخمورُ

كذاكَ حظُّ فؤادي منْ أحبَّتهِ
مذ جرَّبَ الحبَّ مبخوسٌ ومنزورُ

فما يحافظْ إلاَّ وهو مطَّرحٌ
ولا يواصلُ إلاَّ وهو مهجورُ

حتى لقدْ خفتُ أنْ تنبوا على يدهِ
بالشَّرقِ منْ أسدٍ بيضٌ مشاهيرُ

منْ مرسلٌ تسعُ الأرسانُ همَّتهُ
جرحُ الفلاة ِ بهِ واللَّيلُ مسبورُ

لا يرهبَ الجانبَ المرهوبَ محتشماً
لعلمهِ أنَّ طرقَ المجدِ تغريرُ

ينضي الحيادَ إلى أدراكَ حاجتهِ
والعيسَ حتى يضجَّ السِّرجُ والكورُ

يذارعُ الأفقَ الشَّرقيَّ قبلتهُ
في القسطِ ما ضمَّ خوزستانُ فالكورُ

بلِّغْ حملتَ على الأخطارِ محتكماً
على السَّرى وأعانتكَ المقاديرُ

حيَّاً بميسانِ ربعُ المالِ بينهمُ
عافٍ خرابُ وربعُ العزِّ معمورُ

فثمَّ ما شئتَ فخرَ النَّاسِ كلِّهمِ
بلا مثيلٍ وثمَّ المجدُ والخيرُ

وأوجهٌ مقمراتٌ للقرى وإلى
معرِّجِ الصُّبحِ فرسانٌ مغاويرُ

واخصصْ غضارفَ من دودانَ يقدمها
ضارٍ تبادرهُ الأسدُ المساعيرُ

فقلْ لهمْ ما قضى عنَّي نصيحتهمْ
وأكثرُ النَّصحِ تخويفٌ وتحذيرُ

تخاذلوا لوليِّ الأمرِ واعتزلوا الصُّ
دورَ فالملكُ المنصورُ منصورُ

توضَّحوا في دياجيكمْ بطاعتهِ
فهي الصَّباحُ ولقياهُ التباشيرُ

وتابعوا الحقَّ تسليماُ لإمرتهِ
فتابعُ الحقِّ منهيٌّ ومأمورُ

سادَ العشيرة َ مرزوقٌ سيادتها
في الدَّرِّ منتخلٌ للملكِ مخبورُ

مردَّدُ منْ مطا عدنانَ في كرمِ ال
أصلابِ كنزٌ لهذا الأمرِ مذخورُ

ينميهِ منْ أسدٍ عرقٌ يوشجهُ
إلى عفيفٍ وعرقُ المجدِ مبتورُ

وعنْ دبيسٍ بعرفِ المجدِ مولدهُ
إلى الحسينِ وأمرُ المجدِ مقدورُ

لا تخصموا اللهَ في تمهيدِ إمرتهِ
عليكمُ إنَّ خصمَ اللهِ مقهورُ

كفاكمْ النَّاسَ فامشوا تحتَ رايتهِ
وكلُّ بيتٍ بكمْ في النَّاسِ مكثورُ

ولا تعرَّوا قدامَ مجدكمْ حسداً
لابنِ الحسينِ بما تجنى المآخير

أو فادَّعوا مثلَ أيَّامٍ لهُ بهرتْ
والحقُّ أبلجُ والبهتانُ مدحورُ

لمنْ جفانٌ مع النّكباءِ متأقة ٌ
ليلُ الضِّيوفِ بها جذلانُ محبورُ

وراسياتٌ تدلُّ المعتمينَ إذا
ضجَّتْ زماجرُ منها أو قراقيرُ

يردَّها متأقاتٍ كلَّما انتقصتْ
مرحَّلٌ منْ صفاياهُ ومنحورُ

يعاجلُ الآكلينَ الجازرونَ بها
فلذاً وفلذاً فمشويٌّ ومقدورُ

ومنْ جنا النَّحلِ بيضاءَ يلملمها
ماءٌ منَ الأصفرِ السُّوسيِّ معصورُ

على القرى ويطيبُ المشبعونَ بها
في الجدبِ والزَّادُ ممنونٌ وممرورُ

وصافناتٍ تضاغى في مراسنها
كأنهنَّ على الصمِّ العفافيرُ

عتائقٌ أذعنتْ مثلَ الكلابَ لهُ
ويومَ طخفة َ مجهولٌ ومغرورُ

للموتِ يومَ يخوضُ النَّقعَ جائزهُ
والغوثِ يومَ تعاطاهَ المضاميرُ

يحملنَ نحوي الأعادي كلَّ ذي حنقٍ
لمْ يرقبَ الموتَ إلاَّ وهو مصدورُ

يستنشقُ الرَّدعَ منْ ثنييْ مفاضتهِ
كأنَّهُ بالدَّمِ المطلولِ معطورُ

فوارسٌ إنْ أحسَّوا فترة ً وجدوا
أبا الفوارسِ حيثُ اليومَ مسجورُ

لو لمْ يقيموا شهابَ الدَّولتينِ على
أسيافهمْ لمْ يكنْ للضَّربِ تأثيرُ

ومنْ فتى ً كلُّ قومٌ وسمُ شهرتهِ
على أسِّرة ِ وجهِ الدَّهر مسطورُ

كليلة ِ السِّوسِ أو ليل البذانِ وما
حمى بواسطَ تنبيكَ الأخابيرُ

وموقفٌ معلمٍ أيَّامَ منعكمُ
تنسى خطوبُ اللَّيالي وهو مذكورُ

ومنْ سواهُ إذا ما الجودُ هدَّدهُ
بالفقرِ فهو بذكرِ الفقرِ مسرورُ

لمْ ينبذْ المالَ منفوضاً حقائبهُ
حتى استوى عندهُ عسرٌ وميسورُ

إذا أضبَّتْ على شيءٍ أناملهُ
حفظاً فأضيعُ عانيهِ الدَّنانيرُ

تسري البدورُ مطاياها البدورُ إلى
عفاتهِ ثمَّ تتلوها المعاذيرُ

شرى المحامدَ منهُ بالتلائدِ فال
أموالُ منهوكة ٌ والعرضُ موفورُ

إذا حوى اليومَ لمْ يدعْ لغدٍ
حظَّاً وعندَ غدٍ شأنٌ وتغييرُ

ذلِّي لهُ ثمَّ عزِّي يا بني أسدٍ
فالغضُّ للحقِّ تعظيمٌ وتوقيرُ

النَّاسُ دونكَ طرَّاً وهو فوقكَ وال
آثارُ تنصرُ قولي والأساطيرُ

لكمْ مسامعُ عدنانٍ وأعينها
والنَّاسُ صمٌّ إلى إحسانكمْ عور

وأنتمْ الشَّامة ُ البيضاءُ في مضرٍ
والمنبتُ الضَّخمُ منها والجماهيرُ

وهلْ تكابرُ في أيَّامِ عزِّكمُ
قبيلة ٌ وهي الغرِّ المشاهيرُ

فيومَ حجرٍ وحجرٌ كلَّ ممتنعٍ
في ملكهِ المجدُ مقبوضٌ ومحجورُ

جرَّ الكتائبَ منْ غسّانَ يقدمها
عنهُ مدلٌّ على الأقدارِ مغرورُ

عنا لهُ الدَّهرُ أحياناً وأقدرهُ
على الممالكِ تأجيلُ وتعميرُ

فساقها نحوكمْ يبغي إتاوتكمْ
وأنتمُ جانبٌ في العزِّ محذورُ

يحلفُ لا آبَ إلاَّ بعدَ قسركمُ
يا لكَ حلفاً لو أنَّ الشَّيخَ مبرورُ

لكنّهُ لمْ يكنْ في دينِ غيركمُ
لها سوى السَّيفِ تحليلٌ وتكفيرُ

وجندل ولغتْ فيه رماحكمُ
وذيلهُ مثلُ ظهرِ الأرضِ مجرورُ

شفى ربيعة ُ منهُ غلَّ مضطهدٍ
لمْ يركبَ السَّيفَ إلاَّ وهو مغمورُ

والنَّارُ أضرمها ابنُ النَّارِ نحوكمُ
بالدَّارعينَ لها وقدٌ وتسعيرُ

فردَّهُ بغيهُ شلواً وجاحمها
بماءٍ فوديهِ مطفيٌّ ومكفورُ

وسلْ بفارعة ٍ أبناءَ صعصعة ٍ
يخبركَ بالحقِّ مصفودٌ ومقبورُ

لمْ يقبلوا نصحَ أنفِ الكلبِ فانقلبوا
بيومِ شرٍّ ثناياهُ الأعاصيرُ

وبالنِّسارِ وأيَّامَ الجفارِ لكمْ
مواقفٌ صونها في الأرضِ منشورُ

شكا سيوفكمْ عليا تميمَ بها
إلى بني عامرٍ والسَّيفُ مأمورُ

ومؤرَّ حاجبُ يرجو نصرَ سابقة ٍ
لها على النَّصرِ ترديدُ وتكريرُ

وبالملَّعى غنتمْ طيِّباً فغدا
يومٌ لهُ غضبٌ فيهمْ وتدميرُ

والحارثُ بن أبي شمرٍ ينوحُ على اب
نِ أختهِ منكمْ والنَّوحُ تقصيرُ

تلكَ المكارمُ لا إبلٌ معزَّبة ٌ
لها معَ الحولِ تضعيفٌ وتثميرُ

ولا سروحَ يغصُّ الواديانِ بها
فيها مزكَّى إلى السَّاعي ومعشورُ

وما طوى الدَّهرُ منْ آثاركمْ فعفا
فإنَّهُ بالحسينييِّنِ منشورُ

يا خير منْ رحِّلتْ أو أسرجتْ طلباً
لبابهِ العيسُ أو الخيلُ المضاميرُ

وخيرَ منْ قامرَ العافونِ راحتهُ
فراحَ فرحانَ يزهو وهو مقمورُ

ومنْ يذمُّ عطاياهُ ويلعنها
إلاَّ الذي هو إسرافٌ وتبذيرُ

زجرتُ باسمكَ دهري أو تمهَّدَ لي
والدَّهرُ باسمِ الكريمِ الحرِّ مزجورُ

وقامَ سعدكَ حتى قوَّمتْ يدهُ
قناة َ حظِّي ثقافاً وهو مأطورُ

سحرتُ جودكَ فاستخرجتُ كامنهُ
إنَّ الكريمَ ببيتِ الشِّعر مسحورُ

وابتعتني بجزيلِ الرَّفدِ مرتخصاً
حتى ربحتُ وبعض البيعِ تخسيرُ

أمنتُ في الشِّعرِ توحيداً بمعجزِ آ
ياتي وفي الشِّعرِ إيمانٌ وتكفيرُ

ولمْ تكنْ كرجالٍ سمعُ عرضهمُ
مصغٍ لمدحي وسمعُ الجودِ موقورُ

لهمْ منْ العربِ العرباءِ ما اقترحوا
إلاَّ النَّدى فهو تعليلٌ وتعذيرُ

وسابقاتٌ أناختْ في فنائكمُ
ثمَّ انثنتْ وهي بالنِّعمى مواقيرُ

لكنَّ محروبة ً منهنَّ واحدة ً
سهوتَ عنها وبعضُ السَّهوِ مغفورُ

تقدَّمتْ وهي مذحولٍ مؤخَّرة ٌ
وربما كانَ في التّأخيرِ توفيرُ

وهلْ يحلُّ بلا مهرٍ وقدْ نكحتْ
بضعُ الكريمة ِ والمنكوحُ ممهورُ

فاجمعْ لها ولهذي نصفُ حظِّهما
منَ النَّدى باتَ شفعاً وهو موتورُ

فالواهبُ العدلُ منْ كرَّتْ نوافلهُ
ودائمُ المدحِ ترديدٌ وتكريرُ

أكسُ وحرمتنا عندي جمالها
فالجودُ بالمالِ ما لمْ تكسُ مبتورُ

وارددْ رسولي يغاظُ الحاسدونَ بهِ
ضخمَ العيابِ عليهِ البشرُ والنُّورُ

فما رمتكَ الأماني الواسعاتِ بهِ
إلاَّ ومنها عيونٌ نحوهُ حورُ

ولا سمحتُ لملكٍ قطُّ قبلكَ باق
تضاءِ رفدٍ ولكنْ انتَ منصورُ

وباقياتٍ على الأحسابِ سائرة ً
تصولُ نحوكَ حتى ينفخُ الصُّورُ

للشِّعر منْ حولها مذ صرتَ قبلتهُ
طرفٌ بغنجٍ وتهليلٌ وتكبيرُ

كأنّها يومَ تسليمِ الكلامِ بها
حقٌّ وكلٌّ كلامٍ بعدها زورُ

يغدو بها الشَّادنُ الشَّادي بمدحكمْ
كأنَّ أبياتها كأسٌ وطنبورُ

ما ضرَّها وأبوها منْ فصاحتهِ
نزارُ أنَّ أبي في البيتِ سابورُ

فاسمعْ لها وتمتَّعْ ما اقترحتَ بها
تبقى ويفنى منَ المالِ القناطيرُ

مقيمة ٌ بينَ نادي ربِّها ولها
بالعرضِ ما انطلقتْ جدٌّ وتشميرُ

سكتُّ حيناً ومنْ عذرٍ نطقتُ بها
إنَّ السُّكوتَ على الأجوادِ تذكيرُ