خاسرة - نبيلة الخطيب

كانت تسكنني الغرفةُ
حين تنفس كالصبح الواسن
ضمخني ألقُ الروح
واندلق الوجدُ
على الأشياءْ
رحت أراقبه
يتذمرُ من فوضى العمرِ
المتناثر في الأرجاءْ
كان يلفُّ سكينتهُ
بوشاحٍ من عبق الصبر
تُشرقُ في عينيه شموسٌ
ذات سناً وبهاء
يرتاحُ له القلبْ
تألفه النفسُ
ولا تهدأ فيها جارحةٌ
منذُ تراه
يا الله…
ما أروع أن ألقاه
ما أصعبَ
حين يودعهُ
الراحلُ عنه
يكتم أنفاس
الجمر اللاهب
ويصد الآه
يا حمقاء..
كيف تنامين
على ناصية الفجر؟
فيمر العمر
ولا ترتشفين
النور من المشكاة
والنور حياة
لا تختضبين
بحناء الشفق الوردي
كيف اخترتِ
متاهات الندم الدامي
والشوق الأبدي ؟
يا الراحلةُ إلى الوحشةِ
كيف تركِت الأنُس
يفر من الأيام ؟
كيف أحلتِ حكايا الورد
إلى أوهام ؟
خاسرةٌ أنتِ..
ما دامت في عينيك
ذُبالةُ وعدْ..
خاسرةٌ..
ما اندلقت من وجدانك
إشراقة وجدْ
خاسرةٌ أنتِ
إلى أبعد حد
أسفي
أسَفي عليكَ
قد كان لي قلبٌ
وأفراحٌ
وعصفور يغني
في حقول من أثيرْ
والقلب متكئ
على زهر البنفسج
يحتسي خمر العبيرْ
كيف البنفسج صار شوكا؟
وغدا يقين النفس
شكّا؟
يا قلب واأسفي
على الدنيا
وقد باتت
حياة الحب
ضنكى