النشيج المبكر - عبدالحكيم الفقيه

من أين جاء الحزن في الصبح المبكر
هل رماه الليل حين فراره
أم أرسلته الشمس في جوف الشعاع
النوم سار بلا وداع
واختفى الكابوس تحت عباءة النسيان
والريح العنيفة أوقفت ---للصبح كي يهمي – العواء
لئن لئن لم ينته الصوت المبلل بالأنين
لنرجم الكلمات في بئر السكون
يقول عصفور ويردف:
أين ديدان البكور؟
توضأت بالضوء قارعة الرصيف
وفي المدى طل
وفي المذياع أغنية الحصاد
والف ابهام تدون في المناجل اّية من سورة الكف المحاصر بالجروح
حصى تحك الشمس جلدتها
وتمنحها جلابيب السنا
هل يستعير الظل قيعانا وراء التل
كي يأوي كئيبا في خيام الانكماش
الضوء والحزن المبكر كيف يجتمعان
والوادي المتاخم للقبور له الرياح كوت ماّزره
ورشتها السواسن بالأريج
الحزن من أي الجهات أتى
فبي قلق الأجابة والسؤال
أنا لسان الجرح في قلب الندى
أبكي ويذهلني نشيجي في الصدى
ويلفني الحزن الشفيف
كأنها التهمت رغيف الفجر أفواه الردى
وكأن أوقاتي سدى
ويلفني الحزن المبكر في المدى