ستزهر شاهدة القبر سنبلةً - عبدالحكيم الفقيه

شرد الوقت ذاكرتي تحت قبة هذي السماوات
ليت النجوم ثقوب ليهرب هذا الأنينُ
وليت يُقطر هذا الحنينُ
وهذا الزجاج الذي يفصل الروح عن رقة الروح
لما طلاه غبار الفراق بكيت
وأبكي
وفي القلب أغنية ورنينُ
أنا العربي الحزين هنا عربي حزين حزين
اذا ما توزع حزني على الكائنات
ستبكي حتى ملائكة الله والضحكات
أستوى الشوك والياسمينُ
لماذا تصير بلادي من الماء للماء يا وطني العربي الكبير سجونا
وفي كل منفى أسى وسجينُ
القصيدة قاحلة (كالذبالةْ)
والحكومات حين تؤدي اليمين
تودي اليمين لتبدأ فصل النذالةْ
كأن الزمان تسمر
لا أمس في الأمس
لا يوم في اليوم
لا غد في الغد
في كل منعطف شرك وكمينُ
ولكنني سأغني
وأقسم بالله ألا أميل ولا أستكين
وان وسدوني بقبري حيا
فشاهدة القبر تزهر سنبلة
والطيور تكركر ثم تصوم
وترفعها راية الفقراء
وتشهد أني المحب الذي يعرف الحبُ أني رسول الجياع
واني المحب الحكيم الأمينُ