امرأة وشاعر - عبدالله البردوني
أتسائلين من التي
آثرت … أو أين اشتياقي ؟
وتردّدين ألست من
أبدعت صحوي وائتلاقي ؟
شطآن عينيّ … اخضرار
مواسمي … دفئي … مذاقي
بستان وجهي … أمسيات
جدائلي … ضحوات ساقي
***
سميتني وهج الضّحى
قمرا يجلّ على المحاق
بوح الزنابق والورود
إلى النّسيمات الرفاق
أنسيتني بشريّتي
ونسيت بالأرض التصافي … !
وذهبت يا أغلى مرايا
الحسن … أو أحلى نفاق
أتعود لي … تبكي غروبي ؟
أو تغني لانبئاقي ؟
***
لن تعدمي غيري ولن
تلقي كصدقي واختلاقي
قد كنت موثوقا إليك …
من التي قطعت وثاقي ؟
لمّا وجدت القرب منك
أمرّ من سهر الفراق
آثرت حزن البعد عنك
على مرارات التّلاقي
***
وبدون توديع ذهبت
كما أتيت بلا اتفاق
ونسيت بيتك والطريق
… نسيت رائحة الزقاق
لم أدر من أين انطلقت
… ومن لقيت لدى انطلاقي
انسقت … لا أدري الطريق
ولا الطريق يعي انسياقي
حتى المصابيح التي
حولي تعاني كاختناقي
كان اللّقاء بلا وجوه
والفراق بلا مآقي
***
فلتركيتي للنّوى
أظما وأمتص احتراقي
وبرغم هذا الجدب لن
أأنسى على الحلّ المراق
***
لكنّ لماذا تسألين ؟
بمن أهيم … ومن ألاقي ؟
فلتستريحي إنّني
وحدي ، وأحزاني رفاقي
كالسندباد بلا بحار
كالغدير بلا سواقي
ورجايّ ألاّ تسألي
هل مت … أو ما زلت باقي ؟