منبت الحبّ - عبدالله البردوني
ها هنا لاح الحبّ و غابا
و تشظّى في يد الأمس و ذابا
نبت الحبّ هنا كيف غدا
في تراب المنبت الزاكي ترابا
هذه البقعة ناغت حبّنا
فصبا الحبّ عليها و تصابى
و سقتنا الحبّ صفوا و هنا
ثمّ أسقتناه ذكرى و انتحابا
كان حبّ ثمّ أضحى قصّة
تنقل الأمس خيالات كذابا
قصّة تائهة نقرؤها
من فم الذكرى فصولا و كتابا
***
هذه البقعة كم تعرفنا
كم سقيناها ترانيما عذابا
وزرعناها وداعا ولقا
و فرشناها حوارا و عتابا
ليتها تنطق كي تنشدنا
قصّة القلبين خفقا واضطرابا
ليتها لنا نسألها
عن هوانا ليتها تعطي جوابا
***
نحن ذقنا الحبّ فيها خمرة
وصحونا فوجدناه سرابا
نحن غنّينا شبابينا هنا
و تلفتنا فلم نلق الشبابا
***
منبت الحبّ دعانا للهنا
فمضينا ننهب الصفو انتهابا
منبت الحبّ حوانا ظلّه
لحظة وانقلب الظلّ التهابا
فسكبنا حوله المنى
و ملأنا الكأس دمعا و عذابا
ورجعنا عنه نستجدي البكا
و نباكي أملا في الحبّ خابا .