يوم 13 حزيران 1974م - عبدالله البردوني

جبيته دبّابة واقفه
أهدابه … دبّابة زاحفه

ليس له وجه … له أوجه
ممسوحة كالعملة التالفه

ساقاه جنزيران … أعراقه
إذاعة مبحوحة زاحفه

تلغو … كما تسفي الرياح الحصى
تحمرّ كالجنيّة الراعفه

بعد قليل … مئتا مرة
وعد كسكر الليلة الصائفه

وبعد عشرين احتمالا ، بدت
ولادة مكسرورة زائفه

حماسة صفراء معروقة
أنشودة مسلولة واجفه

شيء بلا لون … بلا نكهة
ماذا تسميه ؟ اللّغى الواصفه!

***

يا عم دبابات !! .. إني أرى
ـ هذا انقلاب ـ جدّتي عارفه

نفس الذي جاء مرارا كما
تأتي وتمضي دورة العاصفه

وسوف يأتي … ثم يأتي إلى
أن تستفيق الثورة الوارفه

***

لا يركب الشعب إلى فجره
دبّابة … لا يمتطي قاذفه

الشعب يأتي لاهثا ، صابرا
ممتطيا أوجاعه النازفه

يأتي … كما تأتي سيول الربى
نقيّة خلاقة جارفه

يبرعم الشّوق الحصى تحته
والشمس في أجفانه هاتفه

وتهجس الأعشاب في خطوه
هجس المجاني لليد القاطفه

***

يا عم دبابات !! قل : لعبة
سخيفة كاللعبة السّالفه

لكن لماذا لم تثر لفتة ؟
ولا استفزت لمحة كاشفه

لأن من كانوا مضوا وانثنوا ،
طائفة ولّت بدت طائفه

المنتهى أمسى هو المبتدي ،
والصورة المخلوقة الحالفه

قد يستعير العزف غير اسمه
لكنها نفس اليد العازفه

***

دبّابة أخرى … وأخرى … ولا
ألقى رصيف نظرة خاطفه

لم تلتفت دار … ولا بقعة
بدّت على أمن ولا خائفه

شيء جرى لم يستدر شارع
ولا انجلّت زاوية كاسفه

***

ماذا جرى ..؟ لم يجر شيء هنا
صنعاء لا فرحى … ولا آسفه

القات ساه … والمقاهي على
أكوابها محنّيه عاكفه

***

ماذا جرى ..؟ لا حسّ عما جرى
ولا لديه ومضة هادفه

ماذا يعي التاريخ ..؟ ماذا رأى ؟
ولّى بلا ذكرى … بلا عاطفه