ساعة نقاش مع طالبة - عبدالله البردوني
ـ أهلا !.. أتريدين العنوان؟
مهلا أرجوك … لماذا الآن ؟
لا أدري الساعة … أين أنا
أوّ ما اسمي … أو من أي مكان؟
في صدري تبكي أطيار
عطشى … في جمجمتي شيطان ..
***
((شيطان أنّى أو ذكر ..؟
شيطان (الأعشى) أو (حسان) ؟ ))
ـ خفق ناريّ يعزفني
وصدى كأزاهير الرّمان
***
(هذي أعراض الشّعر كما
جرّبت ولادات الوجدان)
(تغلي كربيع مخبوء
يشتاق إلى لقيا البستان)
***
(الطّقس رديء ثلجي
أحيانا … جمريّ أحيان)
(أخبار اليوم نفوا ، هجموا
كسروا إحدى كتفي لبنان)
***
((ألديك جديد تنشدنا ؟))
ما زال جنينا … بل غثيان
((غدا المولود سنرقيه ))
ـ تدرين مواعيد الفنان
***
((ما مطلعها ؟.. أقفا نأسى
من ذكرى سينا والجولان))
كلّ الوطن الغالي (سينا)
وجميع مدائننا (عمان)
((موشى)) ما عاد هناك … هنا
وهنا ألفا ((موشى ديّان))
من ذا يقتاد سفائننا ؟
يا ريح … الموج بلا شطآن
أتعيد الريح دم القتلى
وتشبّ شرايين الميدان؟
***
أترين مقابرا يوما
تهتاج … فتقذفنا شجعان
ننهمي أمطارا … أو تهوي
أشلاء … أو نمضي فرسان
((مغول … ما دمنا نشوى
أن ينضجنا الألم الحرّان))
((أسخى الثورات جنى ولدت
في المنفى أو خلف القضبان))
((أنسيت القهوة )) ـ فلتبرد
((بردت جدا سئم الفنجان))
***
((قل لي اقرأت مقالاتي ))
ـ في أنقى ساعات الإمعان
وقصائدك الحلوات اضحى
وغروب صيفي الأجفان
ديوان يبدو … لا أحلى
منه إلاّ أم الديوان
((شكرا يا … )) وارتبكت ورنا
من عينيها خبث فتّان
وتراءت كامرأة أخرى
تلهو في داخلها امرأتان
فتناست لهجتها الأولى
وتناغت كالطفل الجذلان
وتناغت النبرات على
شفتيها كالفجر النّعسان
***
((ما يدء قصيدتك الكبرى؟ ))
وأضاءت ضحكتها الفتان
ـ ما زلت أفتش عن صوتي
وفي … في معترك الألحان
وأسائل عن وجهي عنّي
عن يومي في تيه الأزمان
عن حرف حر الوجه له
نفس غضبى وفم غضبان
((الشعر اليوم كما تدري
ألوان … ليس لها ألوان))
((كل الأنفاس بلا عبق
كلّ الأوتار بلا عيدان))
((زمن الصاروخ قصائده
عجلى كالصاروخ العجلان))
***
((ولن تشدو … والقصف هنا
وهنا … والعصر بلا آذان))
((أيديه فولاذ … فمه
طاحون … أرجله نيران ))
((يرنو من خلف التيه كما
ترنو الحيطان إلى الحيطان))
((أقراص النّوم تبيع له
أهدابا … وهدوءا يقظان ))
***
ما أضيعنا يا شاعرتي
في عصر الوزن بلا ميزان
في ظل الغزو بلا غزو
في عهد البيع بلا أثمان
أموازنة القوّات سوى
تجميل مناقير العدوان
***
((فلتسلم فلسفة الأيدي
ولتسقط فلسفة الأذهان))
((كلّ الأوراق بما حملت
تشتاق إلى ألفي طوفان))
****
ـ ما أتعبنا … يا أخت ، وما
أقوى وأمرّ عدى الإنسان
((إدري إنّا لم نتغير
مهما ((عصروا لون الطغيان))
((أترى القرصان وإن لبسوا
أطرى الأشكال … سوى القرصان
((تدري … ما زلت لمولاتي
نعلا … وأنا نعل السلطان))
((قل : لم نترك وثنا لكن …
… في ؟أنفسنا أصلّ الأوثان))
((ما أضعفنا شيء إلا
ما فينا من طين الإذعان))
***
((فلأذهب … عفوا طوّلنا ))
ـ لم تذهب لقيانا … مجّال
((حسنا عنوانك )) … وابتسمت
عيناها … كعشايا (نيسان)
ـ(صنعا) يا سلوى عنواني
بيبي : في مزدحم الأحزان
عملي : عزّاف مبتده
يبكي أو يشدو للجدران
صندوق بريدي … معروف
برميل الحرق … أو النسيان
***
وهدأت برغمي وانصرفت
ولبسنا الصمت على الأشجان