مواطن بلا وطن - عبدالله البردوني
مواطن بلا وطن
لأنّه من اليمن
تباع أرض شعبه
وتشترى بلا ثمن
يبكي إذا سألته
من أين أنت ؟.. أنت من ؟
لأنّه من لا هنا
أو من مزائد العلن
***
مواطن كان حماه
من (قبا) إلى (عدن)
واليوم لم تعد له
مزارع ولا سكن
ولا ظلال حائط
ولا بقايا من فنن
***
بلاده سطر على
كتاب : (عبرة الزّمن)
رواية عن (أسعد)
أسطورة عن (ذي يزن)
حكاية عن هدهد
كان عميلا مؤتمن
وعن ملوك إستبوا
أو سبأوا مليون دن
الملك كان ملكهم
سواه (قعب من لبن)
***
واليوم طفل حمير
بلا أب بلا صبا
بلا مدينة … بلا
مخابىء … بلا ربى
يغزوه ألف هدهد
وتنثي بلا نبا
***
يكفيه أن أمه
(ريّا) وجده (سبا)
وأنّ عمّ خاله
كان يزين (يحصبا)
وأنّ خال عمه
كان يقود (أرحبا)
كانوا يضيئون الدّجى
ويعيدون الكوكبا
يدرون ما شادوا … ولا
يدرون ماذا خرّبا
يبنون للفار العلى
ويزرعون للدنيا
يا ناسج (الإكليل) قل :
تلك الجباه من غبا
أو سمّها كواكبا
تمنعت أن تغربا
فهل لها ذرية
من الشموخ والإبا ؟
***
اليوم أرض (مأرب)
كأمها موجهه
يقودها كأمها
فار … وسوط (أبرهو)
فما أمرّ أمسها
ويومها ما أشبهه
تبيع لون وجهها
للأوجه المموّهه
***
(تموز) في عيونها
كالعانس المولّهه
والشمس في جبينها
كاللّوحة المشوّهه
***
فيا (سهيل ) هل ترى
أسئلة مدلّهه ؟
متى يفيق ها هنا
شعب يعي تنبّهه ؟
وقبل أن يرنو إلى
شيء يرى ما أتفهه …
فينتفي تحت الضّحى
وجوهه المنزذهه
يمضي وينسى خلفه
عاداته المسفّهه
يفى بكلّ ذرّة
من أرضه المؤلّهه
هنا يحسّ أنه
مواطن له وطن