لا اكتراث - عبدالله البردوني
روّية ، أو حطمّي في كفه القدحا
فلم يعد ينتشي ، أو يطعم الترحا
لا ، لم يحسّ ارتواء ، أو يجد ظمأ
أو يبتهج ، إن غدت أحلامه منحا
سدى ، تمنيّن من ماتت رغائبه
من طول ما أغتبق (القطران) واصطبحا
فعاد ، لا يرتجي ظلا ولا شجرا
ولا يراقب وعدا ، جدّ أو مزحا
إذا اشتهى اقتات شلوا من تذكره
وامتصّ ما خطّ في رمل الهوى ومحا
كالطيّف يحيا بلا شوق ، ولا حلم
ولا انتظار رجاء ، ضنّ أو سمحا
ينقّر السهد عن ميعاد أغنية
كطائر جائع ، عن سربه نزحا
وينزوي ، كضريح يستعيد صدىّ
يبكي ويهزج (لا حزنا ولا فرحا)
لا تسألي : لم يعد من تعرفين هنا
ولّى وخلّف من أنقاضه شبحا
آسي بقايا ، أو شظّي بقيتّه
للريح ، لم يدر من آسى ومن جرحا