الحكم للشعب - عبدالله البردوني
لن يستكين و لن يستسلم الوطن
توثب الروح فيه و انتحى البدن
أما ترى كيف أعلا رأسه
و مضى يدوس أصنامه
و هبّ كالمارد الغضبان متحشا
بالنار يجتذب العليا و يحتضن
فزعزعت معقل الطغيان ضربته
حتّى هوى و تساوى التاج و الكفن
و أذّن الفجر من نيران مدفعه
و المعجزات شفاه و الدنا أذن
تيقّظت كبرياء المجد في دمه
واحمرّ في مقلتيه الحقد و الإحن
***
يا صرعة الظلم شقّ الشعب مرقده
و أشعلت دمه الثارات و الضغن
ها نحن ثرنا على إذعاننا و على
نفوسنا واستثارت أمنا " اليمن "
لا لا " البدر " لا " الحسن " السجّان يحكمنا
الحكم للشعب لا " بدر " و لا " حسن "
نحن البلاد و سكّان البلاد و ما
فيها لنا ، إنّنا السكان و السكن
اليوم للشعب و الأمس المجيد له
له غد و لهع التاريخ … و الزمن
فليخسأ الظلم و لتذهب حكومته
ملعونة و ليوليّ عهدها النتن
***
كم كابد الشعب في أشواطه محنا
ماذا ترى ؟ أنضجته هذه المحن !
كم خادعته بزيف الوعد قادته
هيهات أن يخدع الفهّمة الفطن
لن ينثني الشعب هزّ الفجر غضبته
فانقضّ كالسيل لا جبن و لا وهن
حنّ الشمال إلى لقيا الجنوب و كم
هزّت فؤاديهما الأشواق و الشحن
و ما الشمال ؟ و ما هذا الجنوب ؟ هما
قلبان ضمّتهما الأفراح و الحزن
ووحّد الله و التاريخ بينهما
و الحقد و الجرح و الأحداث و الفتن
***
" شمسان " سوف يلاقي صنوة " نقما "
و ترتمي نحو " صنعا " أختها " عدن "
المجد للشعب و الحكم المطاع له
و الفعل و القول و هو القائل اللّسن .