ليلة فارس الغبار - عبدالله البردوني

ملّيت مملكة الجبين العالي
فوقعت من رأسي ، إلى سروالي

كان المساء يجرني كذبوله
وأجرّ خلف جنازتي ، أذيالي

أختال كالسلطان ، حاشيتي الحصى
تحيتي ـ بلا فخر ـ حصان الوالي

جيشي عفونات الأزقة تحتفي
حولي ، وراياتي خيوط سعالي

***

أهلا ، وكيف الحال ؟ شكرا أدّعي
ترف الأمبر ، حصافة (اللّبرالي)

أبدو كمالي ، يعادي ماله
وأفيق أسخر ، بالفقير المالي

لكنّني أرمي ، وراي حقيقي
وأجيد تمثيل المحب السالي

في طينة الحمى ، أعيب دقائقا
عنّي وأصحو ، يرتمي أمثالي

أنسى تفاصيلي ، كبده رواية
قبل البداية ، ينتهي أبطالي

وأعود ، قدامي ورائي جبهتي
نعلي وساقي ، في مكان قذالي

عريان يلبسني أحسني
كالنعش ، كالبئر العميق الحالي

كسرير ماخور ، يجفّف بعضه
بعضا ، وينتظر النزيف التالي

هل كنت ، أين أنا ؟ أفتش لم أجد
شخصي الجديد ، ولا كياني البالي

من أين يا جدران جئت ؟ خلالها
أمشي ، وأرجلها تجوس خلالي

كان الطريق بلا يدين ، يقول
خلطت يميني ، حكمني بشمالي

لا درب غيري ، منتهاي كأولي
أنوي السؤال ، يردّ قبل سؤالي

الشمس ، تبحث عن جبين تردهي
فيه فتهوي ، ترتدي أوحالي

هل غير هذا يا طريق تقول لي ؟
أسألت ؟ يمضي يجتذي أوصالي

فأقر من فخذي إلى فخذي ، ومن
عرق إلى عرق ، أجرّ خبالي

***

فوقي سوى رأسي ، وشيء تحته
رأسي ، وفي جلدي ، عجبين ألي

شيء كسقف السجن ، ينفيني إلى
غيري ، ويرجعني إلى أسمال

***

والآن هل خرست هواتف أزمتي ؟
نامت ، وأسهرت الركام حيالي

كانت ، كوكر المخبرين عشيتي
تجري ورايا ، تهيء استقبالي

وبلا عشاء بتّ ذاك لأنني
بعد الغروب ، ليست (انبريالي)

***

أعطيت قوت الشهر ، أثمن تافه
ليصير ـ أرخص ما يكون ـ الغالي

أصبحت مكتشف التفاهة فاتحا
بعجين ثانيتين ، جدب ليالي

***

جربت قتل الوقت ، لكن ها أنا
بتّ القتيل ، وما قتلت ملالي

ماذا فعلت ؟ أردت شغل بطالتي
لكن أردت ، وما عرافت مجالي