هائم - عبدالله البردوني

قلبه المستهام ظمآن عاني
يحتسي الوهم من كئوس الأماني

قلبه ظاميء إليك فصبّي
فيه عطر الهوى و ظلّ التداني

واذكري قلبه الحبيس المعنّى
وامتلئي الكأس من رحيق الحنان

إنّه عاشق و أنت هواه
إنّه فيك ذائب الروح فاني

أنت في همسة مناجاة أوتا
ر و في صمته أرقّ الأغاني

إنّه في هواك يحرق بالحبّ
و يدعوك من وراء الدخان

سابح في هواك يهفو كفكر
شاعر يرتمي وراء المعاني

أين يلقاك أين ماتت شكاوا
ه و جفّت أصداؤه في اللّسان

إنّه ظاميء إلى ريّك الحا
ني مشوق إلى الظلال الحواني

تائه في الحنين يهوى كروح
ضائع يسأل الدجا عن كيان

ظاميء يشرب الحريق المدمّى
و يعاني من الظمأ ما يعاني

أنت في قلبه الحياة و كلّ الحـ
ب كلّ الهوى و كلّ الغواني

فيك كلّ الجمال فيك التقى الحسـ
ن و فيك التقت جميع الحسان

لم يهب قلبه سواك و لكن
لم يذق منك غير طعم الهوان

فامنحيه يا واحة الحبّ ظلّا
و انفضي حوله ندى الأقحوان

و اسكبي الفجر في دجاه وزفّي
في شقا حبّه رفيف الجنان

إنّه هائم يعيش و يفنى
بين جور الهوى و ظلم الزمان

ميّت لم يمت كما يعرف النا
س و لكن يموت في كلّ آن