الحريق والسجين - عبدالله البردوني

هناك وراء الأنين

أنين التراب

حريق سجين

يهدهد خلف امتداد
الغيوم صباحا دفين

يمدّ نهود أغانيه ؛
يرضعن حلم الأنين

و تخضرّ بين جناحي
صداه رمال السنين

على وجهه من سهاد
اللّيالي ذهول حزين

وجوع إلى لا مدى
حنين ينادي حنين

***

و شوق يفتّش في كلّ طيف
عن الجنّة الضائعة

و ينهض من عثرات التراب
منى ضارعة

و يحسو الفراغ ويسقيه
أغنية رائعة

و يستودع الريح أنفاس
رغبته الجائعة

***

و يوقد أشلاءه للرؤى
و الصدى العـ

و يطمع أن يستفزّ ضمير
الدجى … الحاقد

و حشرجة الشهب فيه
بقايا دم جامد

و يعطي عيون الجليد
رؤى الموسم الواعد

و تعوي الرياح فيخفق
كالطائر البارد

و يعيا جناح فيسمو
على جانح واحد

***

يدلّل فوق انتظار
الربى منية كادحة

و يسقى الحنان قبورا
هناك معذّبة صائحة

تعالج أوجاعها المعضلات " بياسين " و " الفاتحة "

و تخشى خيال الشروق فتغلق حفرتها النازحة