ليلة - عبدالله البردوني

رنت و الدجى في خاطر الصمت هاديء
يطاوعه حلم و حلم يناوىء

و بين حنايا اللّيل دهر مكفّن
قديم ودهر في حناياه ناشيء

رنت و السنى في مقلة اللّيل متعب
يئنّ و في دور المدينة طافيء

***

فلاحت لعينيها خيالات عابر
يحثّ الخطى حينا و حينا يباطيء

و جالت بعينيها هناك و ها هنا
فطالعها وجه على العشق طاريء

و قالت : من الآتي ؟ فأرعد قلبه
و أخجل عينيه الغرام المفاجيء

رفّت له من كلّ مرأى صبابة
وضجّ حنين بين جنبيه ظاميء

و قال : فتى تاهت سفينة عمره
و غابت وراء اليأس عنه المرافيء

يفتّش عن سلواه في التّيه مثلما
يفتّش عن أهليه في الطيف لاجيء

فحلارت به واحتار في الحبّ مثلها
فهل تبدأ الشكوى ؟ و هل هو باديء ؟

***

و لفّهما ظلّ السكينه و الهوى
يعاند أحيانا و حينا يمالي

فحدّق يستقصي مفاتن جسمها
كما يتقصّى أحرف السطر قاريء

***

وقال : فتاتي فيك تورق فتنة
و يختال فجر كالطفوله هانيء

و يهتزّ في نهديك موج مضرّم
عميق و في عينيك يحلم شاطيء

و ألفاظك النعسا تشعّ كأنّها
على شفتيك الحلوتين لآليء

و ضمّتهما في زحمة الحبّ نشوة
و هوّم في حضن الخطيئة خاطيء

فتاة يموج الحسن فيها ة ترتمي
عليها الصبابات الجياع الظواميء

جمال و إغراء وروح نديّة
و جسم بأحضان الغواية دافيء