وقفت بالبابِ - نبيلة الخطيب

وقفتُ بالباب يا شهباءُ ضُمّيني
وكفكفي الشوق قد فاضت شراييني

يا أختَ”بادان”حين الهجرُ لوّعني
أرسلتِ منكِ نُسيماتٍ تواسيني

إليك فرّ فؤادي نابضاً وجعي
أما أتاك صبيبَ النزف يشكوني؟

أني أضمّ جراحَ العمر رابطةً
جأشي عليها فيغدو النزفُ تكويني

أما وشى بيَ أني كنتُ أثقِله
وكان يركعُ في حِجري ويرجوني؟

كم كنتُ أجهدُ في تكبيل قافلةٍ
من التناهيد أذكيها فتكويني

وكان عذريَ أني لا أريدُ هوىً
يدميه يوماً إذا ولّى ويدميني

فليس آمن من صدري له سكناً
وليس أرحمَ من كفّي وسِكّيني

ما أظلمَ الشوق والأيامُ سافرةٌ
أهكذا الوجدُ يلهو بي ويضنيني؟

لهْوَ الرياحِ إذِ الأشجارُ عاريةٌ
والبردُ يجترحُ العُرْيَ الكوانيني

شهباء، كيف الذي يجري بأوردتي
هواه جريَ دمي فيها يجافيني؟

ما بين جمر الوفا والنازفات دمي
قد ضلّ رُشدي أيا شهباء دُليني

هل كنتُ أبرأ من عيني إذا رمدتْ
أو أستعينُ بعِيّ لا يداويني؟

صمتي ملاذي وصبري بعضُ أسلحتي
لمن سأشكو وهل شكوايَ تشفيني؟

إن ضاق بيتي فلا سُكنى ولا سكنٌ
ولا إخالُ بيوتَ الناس تؤويني

وإنْ تفتّقَ جِلدي كيف يجمعني
إليّ شيءٌ وهل إلاه يحويني؟

شهباءُ إنْ خلت الدنيا فليس سوى
بعض التراب حَريّاً أن يواريني.