آخَرُ وَجْهِ عِيْد - عبدالله عبدالوهاب نعمان

يَامَنْ رَحَلْتَ إِلَىْ بَعِيْدْ
وَدَخَلْتَ أَعْمَاقَ الْبَعِيْدْ
وَتَرَكْتَ خَلْفَكَ كُلَّ زَخَّارٍ وَخَضْرَاءٍ وَبِيْدْ
قَصِّرْ مَسَافَاتَ الْمَدَىْ
بَيْنِيْ وَبَيْنَكَ لاَيَزِيْدْ
فَلَرُبَّمَا عَادَ الْهَوَىْ وَأَعَادَكَ الْلَّهُ الْمُعِيْدْ
كَمْ كُنْتْ لَمَّيْتَكْ لَمُوْمَ الْرِّيْشْ فِيْ الْعَصْفِ الْشَّدِيْدْ
وَمَشَتْ لُحُوْنِيْ فِيْكْ تَهّدِلُهَا الْيَمَامُ عَلَىْ الْجَرِيْدْ
وَخَبَأْتُ حُبَّكْ بَيْنَ نَبْضِيْ فِيْ تَعَارِيْجِ الْوَرِيْدْ
فَأَبَيْتَ إِلاَّ أَنْ تَعُوْدَ إِلَىْ ضَيَاعِكْ مِنْ جَدِيْدْ
يَاخَاتَمَ الأَلْحَانْ فِيْ وَتَرِيْ وَخَاتِمَةَ الْنَّشِيْدْ
قِيْثَارَتِيْ بَكُمَتْ فَمَا تُبْدِيْ الْلُّحُوْنَ وَلاَ تُعِيْدْ
وَخَرَسْتُ بَعْدَكَ لَلْحَيَاةِ فَلاَ غِنَاءُ ولاَ نَشَيْدْ
وَوَرَثْتُ مِنْكَ مَسَاحَةَ الأَحْزَانْ يَاحُزْنِيْ الْمَدِيْدْ
مَاقِيْمَةُ الأْيَّامِ بَعْدَ هَوَاكَ تَنْقُصُ أَوْ تَزِيْدْ
فَلَقَدْ أَرَدْتُ وَكُنْتَ لِيْ فِيْ الْعُمْرِ آخَرُ مَاأُرِيْدْ
وَلَئِنْ رَحَلْتَ فَلَنْ تُرِيْحَ مَدَامِعْيْ أَوْ أَسْتَفِيْدْ
سَتَظَلَّ مُوْسِيْنِيْ وَمُشجِيْنِيْ وَمُبْكِيْنِيْ الْوَحِيْدْ
وَيَعِيْشُ خُلْفَكَ مِنْ وَرَاءِ الْرِّيْحِ إِحْسَاسِيْ شَرِيْدْ
وَتَطُوْلُ فِيْ رُوْحِيْ الْصَّلاَةُ عَلَيْكَ يَاحُبِّيْ الْشَّهِيْدْ
يَا آخِرَ الأَحْقَاقِ يَحْضُنُ لُؤْلُؤَ الْحُبِّ الْفَرِيْدْ
يَا آخِـرَالأَرْزَاقِ مِنْ قَدَرِيْ وَفِيْ عَيْشِيْ الْرَّغِيْدْ
يَا آخِـرَ الأَشْوَاقِ فِيْ سَهَرِيْ وَفِيْ قَلْبِيْ الَْعَمِيْدْ
يَا آخِـرَ الأَوْرَاقِ مِنْ شَجَرِيْ تَسَاقَطَ فِيْ الْجَلِيْدْ
يَا آخِـرَ الإِشْرَاقِ فِيْ عُمْرِيْ ..وَآخِرَ وَجْهِ عِيْدْ