بلى أشتاق - نبيلة الخطيب

بلى أشتاق لكن أيُّ جدوى
إذا ما الأمرُ باتَ بحُكم كانا؟

ألم تتقطّع الأسبابُ حتى
كأنّ العمرَ ولّى والزمانا؟

وما أصلُ الخلاف جنوحُ قلبٍ
ولا عهدٌ أُخِلّ به فهانا

ولم يمسس وفائيَ أيُّ شينٍ
وما استعديتُ روحاً أو جَنانا

وقلبي إذ يُطارحُه رزاني
فلم يَقصُر حنيناً أو حنانا

ولكنّا عجَزنا أن نُغنّي
على ليلٍ يَقرُّ به كلانا

وما عُدنا نؤَمّنُ إن دعَونا
وما كنّا نحجُّ إليه بانا

إذا الألبابُ باتت في اغترابٍ
فأنّى تستظلُّ بها رؤانا؟

حَرَثنا عمرَنا والغيثُ أروى
وأزهرت الخُزامى في لقانا

حقولٌ رائعاتُ الحُسن لولا
غلالُ الوُدِّ خالطت الزؤانا

فطبْعُ النفس ضَربٌ من هواها
والاستئثارُ بعضٌ من هوانا

لئن أمسيتَ مني طوقَ جيدي
فإني رُمتُه حُرّاً جُمانا

وما آليتُ هجرَكَ غيرَ أني
طرَقتُ فلم تجد روحي مكانا

أتذْكرُ عندما بكت الدوالي
إذ الأطيارُ فارقت الجِنانا؟

هُرعتُ إليك أبحث فيك عني
وعمَّن كنتَه قدراً وشانا

وعن قلبٍ بحجم أبي وأمي
وعن روحٍ تلفِّعني أمانا

وعن حبٍ بلون جِنان أهلي
فأين تُراكَ كنتَ وأين كانا؟