مديح الفصيح - سالم المساهلي

إلى لغتي أهدي حنين الأصابع
وأعرفُ أني في الهوى غير ضائع
رضعتُ حروف اليعربية ثرّة ً
وعشت بها نشوان بين المرابع
ركبتُ بها الأشواق بوحا ورحلة
على صهوات الشعر بين المجامع
حببتُكَ شعري خيمة عربية
حببتُك نبضا دافئا في الأضالع
وما أنت إلا همتي وعروبتي
وديني وديواني وصفوُ المراجع
يحاول بعض العاجزين قصيدةً
خليطا من الألفاظ خرقا لراقعِ
قصيدة نثر قيلَ لستُ أرى بها
نشيدا ولا مغنى ولا جُهدَ لامع
تخبّط فيها التائهون بلا هدى
فبُعثِرت الفصحى على كلّ راقع
كأن حروف العُرب فيها طلاسم
يغصّ بها المعنى غريبَ المواجع
فيا ليتهم حين استباحوا نشيدهم
وباعوا صدى الحادي بتيه البلاقع
أتَوا بالذي يُغني الشعورَ ، يهزّه
ويدفع عنهم عاتيات الزوابعِ
فيا لغتي كم كذبتك فعالهم
وقد مهروا في داهيات المطامع
يقولون ما لا يفعلون كأنما
رأوك بلا معنى ولا أيّ وازع
وأنت لهم أمّ وأنت لهم أبٌ
ولولاك ما كانوا سراة البدائع
ستأتيهم الآيات يوما بما نسوا
وتنتصر الفصحى على كل خانع