يُوجِع الموتُ... - سالم المساهلي

أيُّ قولٍ ..إذا الوجودُ تخلّى َ
غادر النّبضَ فجأةً وتولّى ؟
الحياةُ ـ وقد عَرفنا ـ ظِلال
أيّ كسبٍ لمن تفيّأ ظِلاّ ً؟
ليس ذا الدمعُ شافيا من ِفراق
إنما نحنُ بالبُكا نتسلّى َ
نقطع العمرَ بالتآلف ، لكن
يوجِعُ الموتُ إن أصاب وأبلى َ
*****
خارت النفسُ في القضاء وحارت
حكمة العقل ، في المدى تتملّى َ
ها نُساقُ إلى الوجود سبايا
كي نذوقَ الفناءَ فصلا ففصلا ً
لا اختيارَ لنا ولا نحن ندري
من يكون غدا إلى القبرِ أوْلىَ
يصخَب الناسُ في الحياةِ صِراعا ً
ثم يَمضون في الغَيابةِ كُلاّ ً
ثم ننسى مع الزمان رفاقاً
آنسونا وأنفقوا العمر بذلا ً
هل سُدًى هذه المواكب تمضي
أم هوَ القصْدُ ليس وهما وهزلا ً؟
يشهد الفكرُ والزمانُ بحقّ
أنّهُ اللهُ مُبدعُ الكونِ عقلا ً
في دروبِ المكان في كلّ لحظٍ
يفصح الخلْق أنّ مولاهُ أعلىَ
لا تراهُ العيون لكنّ قلباً
لو أراد الوِصال يلقاهُ أحلىَ
لذّةُ الكشفِ للمعاني حياةٌ
دونَها العيشُ يُستفادُ مُملاَّ
****
يا إلاها عليه كلّ اتّكالي
اجعل القلب بالهدى يتحلّى َ
نحن لا شيء دون عفوك ربّي
فارحم الضّعف في عبادك فضلا ً
واغفر السّهوَ يا كريمُ فإنّا
قد غفلنا فمُدَّ صَفحك حبلا ً
قد أضعنا الكتابَ تيها وبُخلا ً
وعصينا الرسول قولا وفعلا ً
ثم بعنا البلاد للوهم عجزا
وتبعنا الغزاة خوفا وذُلاّ ً
آفةُ القهر حين تخنق شعبا
لا يرى في الحياة للظلم حلاّ ً
غير أنا برغم ذلك حبّ ٌ
صادقُ النبض في هواك تجلّىَ
ونفوسٌ تقاوم الصمتَ جهرا
تجعل الموتَ بالشهادة أغلىَ
جُد برحمةٍ منك يا كريمُ لِروحٍ
تطلُبُ الخُلد في جنانك وصْلاَ
وارضَ عنّي إذا أردتَ لقائي
واجعل الأُنسَ تحتَ لحدِيَ أهلاَ.