لا تَطْمَئِنّوا.. - سالم المساهلي

تراودني رغبةٌ في البكاء
تُطهرني من غيوم الفؤادِ
ومن طول صمتي
لأن الدموعَ لجوءٌ حميم إلى حضن أمي
وبوحٌ شفيف لوجه الحقيقة
وغيثٌ يبدّد لفح الوهيج
وليلَ الأرق
****
وكيف نُجيب تمدُّد هذي الصحارى
بأضلاعنا ...
وكيف نُروّي جفافَ الشعور....
...ذبولَ الزهور..
وماذا بحوزتنا للتراب الحبيب..
خلاف انهلال العيون ودفق الوريد...
وفيض العرق ؟
****
تُخامرني رغبةٌ في الهروبِ
من الأغنيات الرتيبةِ
نحو الفضاء الرحيب...
ومن دون بوصلة أو دليل..
فقد أربكتنا الخرائطُ
والإشتباك الطويلُ
مع شاردات الطُّرق..
وقد أرهقتنا العلامات والإتجاه
يمينا ..يسارا..
وقوفا ..رجوعا..
جنوبا ..شمالا..
ولاشيءَ غير الشرودِ
ولا سيرَ إلاّ..
على منهج الإشتباه..
وخوف الحواجز..
والإنتظار القلِق
****
أهذا الطريق / الخريطةُ
هذا المراوغ كالأفعوانِ
يقطّع حَبل التلاقي
ويوغل كالسيف في أمنيات الوصول
ويجثم فوق الأفق
هو المُستبَق ؟
****
أهذا المُسَيّجُ بالرّعب والعَسس الماكرين
وهذا الذي تعتليه الرقابةُ والقرصنه
هو الموطئُ المطمئنُّ
ودربُ السلام ..
لشعب من الجائعين العراة..
ملامحهُم من غبار
وأكبادهم تحترق ؟
****
دعوا الأرضَ مكشوفةً للرّؤى
ولا تفصلوا بين حقل وحقل
ولا تفصلوا بين نهر ونهر
ولا تزرعوا داهياتِ الفتن...
دعوا الأرضَ مكشوفة للخيول
تُهدهدُها بالصهيل ..
فإنّ خُطانا تَداعت..
وأثقلها التّيهُ في المُفترق
****
ألا أيها السائلون
ويا أيها التابعون
ويا أيها الخانعون انكشفتم..
وهذي نهاية ذاك الطريق...
جدار تريحون في ظلّه..
من عناء التوسّل والإنكسار
وخلفه طفل يُطاوله ويقاوم..
يُبلّل وجدانكم بالخجل ..
ورغم ارتباك الطفولة في مقلتيه
ورغم انحسار ابتسامته..
لا يزال عصيّا...
نديا .. أبيّا
عزيزا ..قويا
شريفا ..نقيا ..
يغنّي شجيا..
" يا مواويل الهوى
يا مواويليّا...
ضرب الخناجر ولا
حُكم الغازي فياّ "