صورة الفنَّان في شبابه (2) - محمد علي اليوسفي

ريشةٌ وبناتٌ: نباتٌ تجيء به اللغةُ المرتجاةُ. ضبابٌ على زَغَب العشب. فَتْكٌ على كلِّ وجهٍ ليأْلَفَ ثديَ الحياة.
وهاهي ذي صحوةُ العمر تُؤْوي يديه؛ يهمُّ بضغطٍ على جرس الوقت، يقرع بيت الخواء إلى ألفة الخوفِ. حلمٌ طريٌّ، يُزيح الظلال عن الماء، في حوض
فاجرةٍ. عضَّةٌ من كلاب الحديقةِ، عينٌ تقسِّمُه صُوَرًا تحت عشِّ اليعاسيب. يجمعها بقواعدِ خيْبَتِهِ ثم يطلب نسيانها في البعيد، فيبقى له من شذى الوطنيَّةِ قشٌّ، عليه تيبَّس ماضي الدماء. على سفرٍ كي يعود فيسكنَ عزلتَه:
هوذا،
خارجَ الوقت، داخلَه.
هوذا،
لم يعد: تلك صُورَتُه...