صديق أيقظني من ليلتي فجرًا - محمد علي اليوسفي

قد لا يكون مغنمٌ ينضاف في ذكر اسمه، لأنه ـ كغيره كان، ووفْقَ كلِّ موقعٍ ـ يعدِّدُ الأسماءْ...
لكنه أيقظني من ليلتي فجرًا، لكي أذكره بآخر اسمين له: مهنَّدٌ، ثم علاء؛
لما تصاعد الحصار بالغا أبوابَنا، شدَّ على رشَّاشهِ وقال لي:
ـ أراك لا تجيء ؟
ثم أفلت ابتسامةً مكتومةً ( فهمْتُها: أراد أن يُحْرِجَني!)
ـ أراك لا تجيء، ههْ !
أجبتُه مرتبكًا:
ـ كلاَّ، أنا باقٍ. قتالُنا، كما اعتدنا، إلى شهادةٍ أخرى. أنا باقٍ بهذه الحياة، لا أرى لي غيرَها...
ودَّعَني "مرتجفيْنِ ": هو ـ في داخله ـ (حسب اعتقادي ) وأنا في الجهتين...
ربما سمِعْتُه يهذي وراء الباب:
من أجلك... أو... مُدافعًا عمَّا تخاله الحياة...
سار بالرشَّاش والمسدَّسِ، فيما لزمتُ البيتَ كالمختلسِ. و كان أن شُجَّ على منحدر الوادي، ودوَّى م
...........................................
بعد كلِّ هذه الحياة خضَّ ليلتي يوقظني فجرًا:
فمَنْ منَّا الذي قضَى؟ هو الذي مضى وغاب في الأسماء، أم أنا الذي أذكرها، متابعًا ما أدَّعيه بعضَ غُنمي من حياةٍ، راح من دافع عنها، قابرًا أسماءَه، مكفَّنًا في لقبٍ مقدَّسِ ؟