رحيـق الخلـود .!! - محمّد كمال السخيري

الإهداء : إلى روح الشاعر الخالد أبي القاسم الشابي في الذكرى السبعين لرحيله :

لِمَ ومتى يعانقنا طيف الخلود إذا ما عشقنا القمر قبل الرّحيل ..؟!!.

...

خُلقتَ رحيقا كماء الوجــود
يُلاغي حريقَ الصّبا في سماه

فأين الرّحيـل و أين الخلـود
إذا ما احتواك جمالُ الإلاه

وأين الشّموس الثكالى الحزانـى
و ذاك الشّموخُ كموتي تراه

وهذي العطور كدمعي تفـوح
على وجنتيكَ غدا في رُباه

كذا شاءك غدرُ الزّمانِ العنيـدُ
وحيدا إذا عانقتك الحياه

فكم كنت بدرا عشيقَ البزوغ
وكمْ مرّة كنت تُعلي الجِباه

أيا بلبلا حائـرا كالسّـراب
يرجّ اللّيالي و يُخفي صداه

كريح الخريف حزينا بديـعا
أراك العُلا زاحفا في ضياه

أيا شاعرا سابحا في سمائـي
هو الشّعر سحر و أنت الإيّاه

وأنتَ الرّبيع الضّحوك الصّبــوح
وأنت بريقُ السّنا في ضحاه

أيـا ساكنـا بيـن كـلّ الحروف
متى تنحت الرّوح حُلمَ الحياه

هو الشّعـر يطفـو على خافقيْـك
بهـيّ المحيّـا يضيء صباه

وليلُ الشّجون صبـاحُ الصّبايـا
يُزلُّ الدّموع و يمحو رَداه

و تلك العيونُ تذيب الصّخــورَ
و ذاك الكلامُ كعذب المياه

أيا زهرةً أينعت من وجـــودي
كطيْفٍ أرى في سكوني غِناه

أفِي كلّ هذا الوجود احتراقــي
وأنتَ ضيائي و نورُ الإلاه .؟!