أبجديّة الرّوح والوطـن ... - محمّد كمال السخيري

- أ -
أمتشق الشّعر من
غمده
وأحلّق في
عالم الأرواح
فإذا ما الرّوح رفعت
يبقى الشّعر
فــي
الوجود
- ب -
بُلِيتُ بالوفاء
في زمن الخيانة
ولمّا قرّرت
الخيانة
رفض الوفاء أن
يخونني
- ت –
تسألني وتمرّ
كلّ يوم
ولمّا اقتنصت الإجابة
يوما
غابت إلى
الأبد
- ث -
ثمرات تتساقط
ثمرة
ثمرة
ولمّا هممت بقطف
واحدة
من غصن أمّها
انسحبت قائلة :
أنا
بكر
- ج –
جمر تأجّج
وما احترقت أوراقي
لكنّ أشعاري
رفعت إلى
السّماء
- ح -
حريق شبّ في
دفاتر الأيّام
أطفأته
طفلة
بدموع براءتها
فنما الشّجر
واخضرّ
الورق
- خ -
خيوط المطر تنهمر
دافئة
تدغدغ ما شحب من
الوجوه
فيشعّ الأمل في
عينيّ الأرض
يبتسم الوليد
تقبّله أمّه
وتهديه حلمتها
ليمتصّ رحيق
الوطن
- د -
دنوت من عينيك
يــــا
وطني
ولمّا حدّقت فيهما
رأيتني مرسوما
بماء الذّهب
رسمت على جبينك قبلة
فأدمعت
السماء
- ذ -
ذرّات من
التّراب
يتفحّصها أبي كلّ
صباح
ثمّ يودعها
جيبي
كلّما قرّرت
السّفر
- ر -
رقصت يوما على
أنغام
آلامي
ووأدت أحزاني
بين ثنايا
الأيّام
فتفتّح الورد
على ضفّتي
شراييني
- ز -
زهرة فاحت
..
ذبلت
ثمّ انتحرت
لتنبجس البراعم من
أكمامها
ويمتصّ الصّبح
البسمة من شفتيّ
قبل بزوغ
الشّمس
- س -
سراب
وظمأ مستراب
وغراب
حلّق وحام حول
المدينة
فطاردته عصافير الرّوح
مزقزقة
- ش -
شراعك يا سفينة
الوجد
مزّقته العواصف
ألا ما أروعك وأنت
تصارعين الأمواج
في اتّجاه الشّاطئ
دون
بوصلة
- ص -
صور الماضي
ما أحرقتها
ومن يحسد الطفولة
براءتها...؟
ألا إنّ ماضي الأعمار
شباب
وشبابها طفولة
حتّــى
الفناء
- ض -
ضباب والدّموع
ندى
على بتلات الورود
والبحر ما زال
يعطّر وجهي
بماء الرّوح
رغم
الغضب
- ط –
طرق باب ذاكرتي
يوما
ولمّا فتحته
قابلني
طفل
سلّمني بطاقة ذكرى
ثمّ
اختفى
- ظ –
ظلمة وتيه يقاطعان
المدى البعيد
وأنا أسير
أسير
والسّير طويل
حتّى
بؤرة النّور المحلّق في
الفضا
ولمّا انتهيت إليها
أشرقت
الشّمس
- ع -
عينان حدّقتا
فــيّ
وأنا أغازل
برعما
ذات خريف
فتفتّح رغم طبيعة
الأشياء
- غ -
غزال يعدو
وينقر حبّات الرّمل
خفق قلبي بعد صمت
طويـل
فنطقت
- ف -
فرّت فتاة القبيلة
الفاتنة
لتعانق جذع شجرة
نحت عليها
رسم
العفاف
- ق -
قمر شقّ
السّحاب
ليضيء مدينة
لوّثتها
مداخن الفقر
ذات ليلة
فانهمر
القطر
- ك -
كنت طفلا
تعبث أنامله ببراءة
القدر
ولمّا شببت
عبثت أنامل القدر
ببراءتي
- ل –
لم أصرخ إلاّ يوم
ولادتي الأولى
وها أنّي أصرخ ثانية
علّي أولد من
جديد
- م -
ما بقيت فيّ إلاّ
آلام
أقسم الماضي أن تحيا
معي
ولمّا أردت الحياة
عشقني
الموت
- ن -
نجم يظهر ثمّ
يختفي
والدّموع أثري
دوما
تقتفي
فيا نجم بَنْ
ثمّ سويّا
نختفي
- هـ -
هوى ما في قلبي من
الهوى
يوم أنار البدر الكون
واستوى
فهويت الموت
وما
هوى
- و -
وشم على جبين
الوطن
مرسوم
على خد
السّماء
وكلّما قابلت المرآة
أراه مرسوما على
جبيني
أجهش
بالبكاء
- ي -
ياسمين
وقطرات النّدى
تفوح
كلّما تطهّرت بترابك يــا
وطني
فضمّني
كما تضمّ الورود
عند
السّحر