نجيع الـدّم ...!! - محمّد كمال السخيري

وحيدا
أعزف لحني الحزين
على أوتار أشلائي
وبقايا جثّتي
في سرادق اللّيل الطّويل
يفجّر أنيني
صمت الكون
كما تمتصّ الرّيح
أنين الورود
ذات خريف
خريف أنا
يمرّ بي العابثون
ينهشون لحمي
ينتشون بدمي
ثمّ يمرّون
يمرّون
وأنا الغريب في مدينتي
أحرس مملكة عشق
أنت لي وحدي
يا وطني
حين تضمّ الأمّ
وليدها
حين تحضن الزنبقة
أريجها
ستحتفل بموتي يا
وطني
وأنتشي ببخور رمادي
ستقتات العصافير من
جثّتي
فينمو نسغ الورود من
جسدي
وتبكي فتاة الأسر على
قبري
ليرسم الجنين
اسم الشّهيد
بدمعي
ألا إنّ دمعي سحاب
بكاني
كلّما عانقتك يا
وطني
انهمرت دمعتان
فأنا نزيف النّزيف
وأنت
نجيع دمـي ..!!