تضرعات على قباب سائبة - مراد العمدوني

أدِرْ
وجهَ الرّيح
عن جسدي
وأنثُرْ سَمَاءَكَ
في انبِذَاري
حتّى أبيحَ لكَ واجِدي
أن تعيد خلقي
لاندِثَارِي... و تُعْطِي معنًى
أدِرْ
وجهَ الرّيح
وأنتَ تقولُ
أنّي رُكَامٌ عَلَقٌ
بلا وقْع قاعٍ
ولا مَوقِعِ
وأنّى اتكأتُ
نَفَثتَ بِطيبكَ مُتّسَعِي
فاتّسعتُ اكتمالا
بلا مَرْفإ
و علّمْتَنِي
إنْ نَشَبْتُ ذِراعي
في الرّياح
تَوَرَّدَ
صَدَفُ البِحَار
بالدَّمار
وبالدَّمِ
وخَلَقَتَنِي – أو- خَنَقْتَنِي
على ماءٍ تَثَنَّى
فانْثَنَيْتُ
وأجْرَيْتَ دَمًا في أديمي
وأرتقتَنِي
حتّى إذا ما تَمَّ رَتْقِي
حَيِيتُ
وَشَدَوْتُ باسمِكَ أنَّى رُسِمْتَ
أنْشَأتَ طَيْفِي
... وَ قَتَلْتَنِي
وأعَدْتِنِي للأسْمَاء
حرفًا مائِلا
يتيهُ بالذي كَلَّمتني
ووسعتُ من عِلْمِكَ
ما عَلِمتُ به
أنّي طريقٌ
ومُنتَهَاكَ السَّفَرُ
وأنِّي – وإن أشرَقْتُ
ذَبُلَتْ مَنَابِتي
وأنتَ تَعظُم لكَ المنابِتُ
حين تَخْبُو و تُشْرِقُ
وأنّي لَحَمَّالُ الرَّزَايا
ومثلها
وأنت جمّاعُ المنايا
حين تُجمَعُ
وأن ليس لي من سِواكَ
سوى الصَّدَى
و صَدَاك دَفْقٌ في الثًّوَاني
هائـمُ
أهِيمُ بغَيرِ الذي قُدَّ بَدَني له
وأنت المُبَاحُ
وغيري الهوى الوَجِلُ
وأهْفُو لِصَمْتِكَ
إن عَلاَ صوته
وأربِكُ وَجْدِي
بالذي يَرْتَبِكُ
وأحْنُو للّذي أنتَ منه إليْ
صِراطا خاطَهُ الأجَلُ
وأخْطو
كما الرِّيحُ
مُتَّكِئًا عَلَيْ
وأنتَ الرّيحُ
تَشْدُو و تَرتَجِلُ
يا وَاهبَ الأسمَاءِ
اسمِي لِهَوى أسمَائكَ
ساجِدُ
أعِدْنِي إلى وجدي
- وإن لم تعد-
إنّي لِوَجْدِي بِسِوَاكَ عَائِدُ
وذي الرّيحُ
إن لم تشَأ
أشَكّلُها طيفي
يهوي على الرّيح
ويَرْتَحِلُ
والشّمسُ التي حُمّلْتُ أدرَانَها
أردِيها شَمعا
نَارها تَرتجِفُ
وبِيدي أفتحُ وَرْدا
كُنتَ قَاتِله
وأخِيطُ دَما في عُروقِ الذي يَنهَدِمُ