كي لا يهرب العصفور - جابر أبو حسين
وردي يفتّحُ كُلَّما
يحبو نهارُكَ باتجاهي يا حبيبي؛
أبلهٌ
ذاكَ السؤالُ،
لأَنَّ في أرحامِ قلبي (عشتروتُ)،
وأنتَ بذرتُها،
ستحتفلُ الطبيعةُ بالخطيئةِ
إنْ أردتَ،
فكيفَ ننجو
من عقابِ البوحِ؟
قُلْ لي:
كيفَ ننمو تحت وطأةِ خوفِنا؟؟!
لا.. لنْ أجيبَ الآنَ
إنْ تسألْ،
لكي لا يهربَ العصفورُ
منْ شفةِ الجوابِ،
الآنَ يكفي أنْ يُحلّقَ داخلي،
يختارُ أغصانَ المدى،
ليظلَّنا في ظلّها،
آنَ المسافةُ تعترينا،
بينَ مدرستي وبيتي.
شاسعٌ أسبوعُ هجرتِكَ الأخيرةِ،
ضيّقٌ شبَّاكُ غربتنا،
وصوتُكَ يرتمي حولي،
يُحرّضُ وجنتيَّ،
أضيءُ...
أذهبُ نحوَ نافذتي
لأشرقَ في دموعِكَ،
كيف أبدو الآنَ؟
هل أبدو مشاكسةً
كما يحلو لغيمكَ أن يراني؟
أم مراهقةً تحدّدُ شكلَ نهديها غداً؟
أم طفلةً تأوي إلى دفءِ الحكاياتِ الغريبةِ
ثم تمسكُ شهرزادَ على وسادةِ قلبها؟
أم جملةً شعرّيةً
نضجتْ لتصبحَ منهجاً
في كونِ شاعرِها المحاصر بالمدينةِ
والمدارسِ
والنساءِ العابراتِ؟
وكيفَ تسألُ يا قرايَ؟
وفيكَ أوَّلُ نبعةٍ أدركتُها
ترنو إلى عري القناديلِ الخفيَّةِ،
تستحمُّ بدفءِ ضحكتِها الخجولةِ،
ثمَّ تُولدُ في دمشقَ..
دمشقُ تخرجُ من بساتيني وأعشقُها،
دمشقُ تكبرُ..
تدخلُ في شراييني لأحياها،
وأنتَ تحبُّني.
بل أنتَ
أنتَ
تحبّـ...