شجرٌ أسئلة - جابر أبو حسين

شجرٌ قديمٌ كي يلفَّ مساءَنا كالأمَّهاتِ‏
إذا احتضنَّ صغارهنَّ‏
مخافةَ البردِ الشديدْ.‏
شجرٌ ليدخلَ حلمُنا كالطفلِ‏
في كلّ المدارسِ‏
والخطوطِ‏
وفي المركَّبِ والبسيطِ‏
وفي المجسَّدِ والبعيدْ.‏
شجرٌ ليخرجَ طفلُنا كالحلمِ‏
يشعلُ نجمةً في بيتِنا‏
ويضيءُ فينا شجْرةَ الميلادِ‏
ثمَّ يقومُ حقَّاً‏
في عناقِ قصيدتينا‏
ثمَّ يُخلقُ ألفُ عيدْ.‏
منْ أينَ أدخلُ بابَ عيدكِ‏
والمسافةُ حوّلتني‏
مثلَ عينِ الطائرِ المسكونِ بالمعنى‏
وطيفِ الأزمنَةْ.‏
إنْ أدْعُكِ‏
اختبئي ببوحي‏
ثمَّ قولي:‏
إنَّني شجرٌ‏
فكُن مطراً يبلّل قامتي‏
حتَّى انتشاء الجذرِ‏
والأزهارِ‏
واعصرني بحُلْمِكِ‏
كي نضيءَ مآقيَ العنبِ العتيقةَ،‏
والبلادَ المدمنَةْ.‏
فمتى اتَّحدنا‏
أطلقتْ آهاتُنا‏
منّا العصافيرَ الشفيفةَ،‏
وارتمينا ضحكةً‏
في همهماتِ الأحصنَةْ.‏
###‏
هل تبتدي من بذرةٍ؟‏
أو تبتدي من شجْرةٍ؟!‏
هلْ في جزيء الماءِ‏
كانَ البدءُ‏
أم في الأسئلةْ؟‏
هلْ أدركَ العشَّاقُ‏
أشجارَ الجوى،‏
أمْ أنَّهم‏
ظلّوا ظلالاً للهوى‏
والمقصلَةْ؟‏
شجرٌ كأسئلةٍ،‏
وأسئلةٌ تداعبُ‏
مجدَ رمّانٍ ولوزٍ،‏
كلُّ شيءٍ يرتمي‏
في كلّ شيءٍ،‏
والأريكةُ غابةٌ مسكونةٌ بالنحلِ،‏
والأقمارُ تسمعُ وشوشاتِ الليلِ،‏
والشجرُ اختلاجاتُ الشموعِ المهملةْ.‏
أنْ تنتهي في شجرةِ التكوينِ،‏
أو لا تنتهي‏
سرَّاً‏
فتلكَ هي اختلافاتُ الرؤى‏
والمسألَةْ.‏