من حوارية الورد - جابر أبو حسين
ما بينَ طيفكِ والسؤالِ،
وَشَتْ فراشةُ تلَّةٍ لي بعضَ ما سمعتْ:
يُقالُ –وجارُنا العصفورُ أعلمُ-:
شحَّ نبعُ الحبّ هذا العامَ
لمْ يدخلْ بأنسجةِ البلادِ كعهدهِ،
لم يفترشْ بطنَ السهولِ،
ولم ترَ الوديانُ غرَّتهُ
يسرّحُها على ملقى البلابلِ.
ينبغي تقرير شيءٍ
أيُّها الوردُ الكريمُ.
-روحي تبعثرُ شكلَها
سنةً تُجمّعُ نحلَ هذا الكونِ.
*هذي فرصتي يا وردُ
فاكتبْ من رحيقِ الشامِ قصَّتَنا
وعلّقْ فوقَكَ اسمينا،
وقلْ: هذا هو الذهبُ القديمُ.
-ذهبٌ..
وطينٌ..
وردةٌ خرقتْ وصايا الأرضِ.
موجةُ وردةٍ أخرى
تحطُّ على نوافذِ
ما لديكَ منَ الحنينِ،
وموجةٌ ذهبَتْ
لتكشفَ نجمةَ العشاقِ
إذْ ماتوا،
فبعثرَها
مدى قلبٍ وغيمُ.
*مُدَّ السياجَ على البيوتِ،
وعرقلِ الأولادَ
إذْ لحقوا بنا
بحجارةِ الأجدادِ،
واخرجْ من أصابِعنا
إذا اشتبكتْ
لتحرسَها،
وتحضنَ قُبلةً حيرى
تؤجّلُ نارَها،
حتَّى يتمَّ عناقُ أعيِننا الحميمُ.
-قدْ جئتُ لكنْ لم تجيئا،
وانتظرتُ،
فمرَّ عشَّاقٌ كثيرونَ
اختفوا في وجنتيَّ،
رجوتُهم أن يخبروني
أينَ ترتديانِ
أجنحةَ اشتياقِكما؟
فما سمعوا نداءَ أمومتي
وسأَلْتُ صمتَ الجسرِ
والحاراتِ،
كانَ الصمتُ أعلى من عيوني،
ربَّما
لم يسمعوني.
لا قصيدةَ ظبيَةٍ
دلَّتْ عليكَ
ولا عدَتْ
في الحيّ ريمُ.
أأقولُ:
إنَّ حبيبتي تخشى اصطحابَ قصائدي
ورداً لغرفة نومها؟!!
لو كنتِ أكثرَ جرأةً
وأنا أقلّ طفولةً
لاختارَنا ملكُ الربيعِ
كأنضجِ العشَّاقِ هذا العامَ،
لكنَ المدارسَ حمَّلَتْنا
بالمزيدِ منَ التعقُّلِ،
أجَّلتْ أحلامَنا سنةً،
فماذا يفعلُ العشَّاقُ بالوقتِ الثقيلْ؟
ما يفعلُ الوقتُ الثقيلُ بخفَّةِ العشَّاقِ؟
ماذا يفعلُ القلبُ المريضُ
إذا أتى
من نوبةِ الصبرِ الطويلْ؟!
ماذا سيفعلُ منْ يعمّرُ بيتَه
في سفحِ أغنيةٍ
إذا خفَّ الهديلْ؟!
ماذا نقولُ لوردةِ الإشعاعِ
في دمِنا
إذا سحبَتْ عساكرَها الكرومُ؟!.
-يا صاحبيَّ
دخلتُ في شغفي
أراقبُ نبضَ نافذةٍ لبيتكِما
وأغراني
دخولُ الكونِ
منْ أقصاهُ
فانقطعَ الحوارُ
وفي سفينةِ بَوحِنا
ارتمتِ التخومُ.