رسالة النار - جابر أبو حسين
منْ هذا الجبلِ العاشقِ
يسقيه الثلجُ الصيفيُّ
شرابَ الروحِ،
ولونَ القلبِ،
وحبَّ الناسْ.
منْ هذا الشجرِ الممتدّ الغارقِ في اللذَّةْ.
منْ بطنِ الأرضِ الحبلى بالسكَّرْ.
بكؤوسِ نبيذٍ
يعصرها اللهُ براحتِهِ
ويضيفُ إليها كأساً
من روحِ محبّتهِ،
-يا قلبُ-
ويسكرْ،
فتفوحُ الحانةُ والشعرُ
وغاباتُ العشقِ
وربُّ الكرمةِ بالعنبرْ.
تحملني الريحُ إليكِ نبيذاً
في ورقِ النارِ لتحضنَ خلوةَ قلبينا
فتُعمَّقُ أكثرْ.
شفتي في شفةِ الوردِ أغاني
للشفةِ اللمياءِ وللوجهِ الأسمرْ.
عيناي على تلكَ العينينِ الحالمتينِ
مراصدُ..
تنفتحُ الأقنيةُ الكونيَّةُ خلفَ تردّدِها
تُختصرُ المدَّةُ بينَ البرقينِ
ويصبحُ للبوحِ
وللشرحِ
وللغيبةِ
دربٌ أقصرْ.