وحشة وبعض خريف - طالب همّاش

سَنَنْسَى إذنْ أنّنا عاشقانْ!.‏
سَيذهبُ كلّ إلى عَتْمَةِ الليّلِ‏
كيما يضمدّ أحزانَهُ،‏
ويخيطَ عباءةَ أشْجَانِهِ‏
بالحَنَانْ.‏
ستأوي إليكِ‏
ذِئَابَ الخريفِ‏
فتعوي على جَبَلِ الوَحْشَةِ المُرّ‏
والريحُ سَوْفَ تَمُرّ على الحَوْر‏
باردةَ الذكرياتِ..‏
ويذرفكِ النومُ مثلَ الدموعِ‏
على الشَّمْعَدَانْ!.‏
وتبدو المواعيدُ‏
أَصْنَامَ باكيةَ في الغروبِ‏
وتبدو النصوبَ‏
خيولاً من الدَّمْعِ‏
تَرعى هَشيْرَ القرنفلِ والزّعفرانْ! .‏
فلا وَرْدةِ لتَشُمّ عبيْرَ أنوثتها الروحُ..‏
لا غيمَة لتُنَادي على شعْرِها‏
امرأةُ القَمْح‏
وَهْوَ يَحطّ كَرَفّ الحمامِ‏
على السّنْديانْ.‏
سوى دَمْعَةٍ ذَرَفَتْهَا الحماماتُ‏
في ليلنا الساحليّ‏
وأغنيةٍ أثكلتها الرياحُ،‏
وغيبَّها طائرُ الأقحوانْ.‏