حزن صيفيّ - طالب همّاش

ليلٌ وجيتارٌ‏
لسيدةِ الغناءِ‏
ويبزغُ القمرُ الجميلُ‏
وحنينُ أغنية على الموّال‏
تحملنا إلى بصرى‏
فيملؤنا حنيناً ذلك الوترُ العليلُ‏
إملأْ فراغَ الليلِ بالألحانِ!‏
طيّرْ في جهاتِ الصبحِ‏
ريشَ حمامةٍ بيضاءَ!‏
ينتشرِ الغناءُ على صدى إيقاعنا العالي‏
ويشتاقُ الهديلُ‏
لمستْ خيوطَ الحزنِ في جسدي‏
وهبّتْ نسمةٌ من حزنها‏
لتنامَ في حزني‏
فأشجاني النخيلُ‏
أأظلُّ أكذبُ يا هديلُ،‏
أقلّمُ الليمونَ خلف غيابنا،‏
وأقولُ ليْ أمٌّ وداليةٌ‏
وينكرني الرحيلُ؟‏
أأظلُّ أكذبُ يا هديلُ؟‏
رفعتْ محارمها إلى قمر التلالِ‏
وزمّلتهُ بحزنها الصيفيّ‏
كانَ البحرُ يبكيها على مطرٍ وحيدْ‏
لو كان لي جرسٌ لأتبعهُ‏
تبعتُ النايَ للجزرِ البعيدةِ‏
وابتعدتُ إلى البعيدْ‏
لكنني عبثاً أحاولُ شقّ هذا‏
الليلَ بالموّالِ‏
طارَ الهدهدُ النهريُّ‏
يحملُ في جناحيهِ الأغاني،‏
والكنارُ الحرُّ يحمل من نوافذنا‏
إلى القمحِ البريدْ‏
يا ليتها امرأة تحطُّ على قبورِ حدادنا‏
عندَ الغروبْ!‏
يا ليتنا شجرٌ لأحزانِ الجنوبْ!‏
يا ليتنا..‏
ظلّ الغريب إلى الغريبِ‏
فيا هديلُ ترفّقي بالناي‏
قد بُحّتْ أغانينا‏
على البحرِ الشريدْ!‏
وحدي ووحدكِ‏
إننا ظلاّنِ للزيتونِ‏
ظلٌّ حارسٌ أحزانَ مريمَ في ضريحْ،‏
ظلٌ على بابِ الكنيسةِ‏
كي يطلَّ على المسيحْ‏
ظلانِ للزيتونِ‏
تنتظرينَ قربَ البرتقال حزينةً‏
وأقودُ للأحزان قلبيْ!‏
كانَ موعدنا على بابِ الكنيسةِ‏
قلتُ:‏
أنتِ الروحُ والحزنُ المشاعُ!‏
اللوزُ زهرُ الحزنِ‏
والرمانُ قربَ الأرزِ‏
والطيرُ المسافرُ والضياعُ‏
أأتوبُ من جمعِ الرسائلِ؟‏
يا هديلُ!‏
وكلما أحببتُ غالبني الهوى،‏
ويظلّ يربكني الوداعُ‏
ما عادَ للعشاقِ بدرٌ‏
كي نحبّ حنينهُ العالي،‏
ونرفع روحنا ليديهِ أغنيةً‏
ولم يعدِ الهلالُ نبيّنا لنراهُ‏
والرؤيا اتساعُ‏
**‏
ليلٌ وجيتارٌ‏
لسيدةِ الغناءِ،‏
وكأسُ خمرٍ‏
عتّقتهُ الريحُ في دمنا‏
وضاعوا!‏