عرض حال الضعاف للأقوياء - أبو الهدى الصيادي

عرض حال الضعاف للأقوياء
وندى الأقوياء للضعفاء

وإذا راعت المهمة عبدا
وكساه الزمان ثوب عناء

وتخلى عنه الصديق والقته
المعاصي بقبضة الأعداء

فله أن يدق باب نبي
فيه لاذت أكابر الأنبياء

علم المرسلين غوث البرايا
سيد العالمين سامي اللواء

أفضل الخلق حجة الحق مولى الصدق
بحر الإحسان كنز العطاء

الرسول الوصول عالي المزايا
تاج أهل القبول باب الرجاء

عمدة اللائذين عون المنادي
مفزع الملتجي مجيب النداء

صاحب الجاه عند مولاه أولى الناس
بالعاجزين والفقراء

ألرؤف الرحيم كشاف بلوى
عبد رق يشكو بصدق التجاء

ذو المعالي باب المآمل باب الخير
باب القلوب باب السماء

متبع البر والمرؤة والرقق
وكشاف معضلات الداء

أسد الله رحمه الله سيف الله
كنز الإسعاف للأولياء

جئته ليس لي سواه وإني
لا أرى في الورى حقيرا سوائي

عاكتني الأعداء حتى تعدت
وأرادت بالزور هدم علائي

وأقامت علي حرب عناد
عن فساد ملفق وأفتراء

واستمدت أحزابهم بطغام
كدرت لي بالزور كأس صفائي

وذنوبي علي قد ساعدتهم
ورمتني بحية رقطاء

فلهذا قرعت باب رسول الله
مولاي سيد الشفعاء

راجيا غارة النبي لحال
زاد فيه دائي وعز دوائي

مستمدا من سره قهر خصم
صار للحقد دينه إيذائي

يا رسول الرحمن غوثاه يا جداه
أنت الغياث للأبناء

بفهومي وحكمتي وعلومي
وظهوري ورفعتي وارتقايء

يطلب العاجز الحسود سقوطي
وانخفاضي وذلتي وعنائي

وأنا فيك يا محمد عزي
وبعلياك رونقي وبهائي

أنت جدي ونصرتي ومعيني
وضميني وكافلي وحمائي

ألغياث الغياث فتكة عضب
هاشمي محمدي سمائي

يجرح الخصم جرحه لن تداوي
بدواء ولن ترى من شفاء

جرحه كلما أراد قياما
أقعدته مقطع الأعضاء

وأرشه يا سيدي بسهام
ناقع من فؤاده بالدماء

وعليك الصلاة يا مصطفى الرسل
ويا تاج سادة الأنبياء

وعليك السلام يا أشرف الخلق
ويا أصل هذه الآلاء

وعليك التحية المحضة العلياء
من ذات خالق الأشياء

وعلى آلك الكرام جميعا
والصحاب العظام والأولياء

ما أتاك المسكين يعرض حالا
عرض حال الضعاف للأقوياء