إلى باب باب الله أرفع قصتي - أبو الهدى الصيادي

إلى باب باب الله أرفع قصتي
وهل غيره يرجى لكشف الملمة

إلى السيد العالي الجناب محمد
رقمت بأقلام الخشوع عريضتي

إلى نور هذي الكائنات الذي جلا
قتام العنا بالطلعة الأنورية

إلى مظهر القدس الرفيع ودولة الجلال
المنيع الشأن في كل حضرة

إلى المصطفى المبعوث في خير ملة
إلى أمة قد أخرجت خير أمة

إلى الكوكب اللماع في برج طالع
بضئضئه ضاءت فجاج البرية

إلى النقطة النورية الأصل في طوى
غيوب جلال الله في مهد رأفة

إلى العلم الخفاق في موكب العما
إذ الطمس مضروب على كل ذرة

إلى روح هذا الكون قرة عينه
وعلته في النشأة الأزلية

إلى الذروة القعساء في الرسل الألى
وملجإهم في الغاية الأبدية

إلى العضب سيف الله طود جلاله
ومحبوبه من صبغة الآدمية

إلى شمس دين الله كنز علومه
ومقبولة في طي كل حظيرة

إلى كعبة الأرواح والقبلة التي
تؤم لها الأسرار من كل وجهة

إلى رفرف القدس المعلى رواقه
بساحات آيات الشؤن العلية

إلى تاج هام المرسلين إمامهم
وسيدهم في صدر خدر النبوة

إلى منتهى آمال كل مؤمل
مفيض العطايا البيض بحر المرؤة

إلى من طوى الله المعالي بذاته
وأيده في نشر كل فضيلة

إلى الحجة الكبرى على كل جاحد
وبرهانها القطعي في كل حجة

إلى ترجمان الغيب فرقان حكمه
إمام الورى ينبوع سر الشريعة

إلى باب سلطان الوجودات أحمد
نبي الهدى مصباح ليل الحقيقة

إلى من تناجيه القلوب وتجتدي
مكارمه في بكرة وعشية

إلى لوحها المحفوظ والقلم الذي
به خط قبل القبل كل نميقة

إلى مهبط الوحي الكريم ومقتدى
صفوف صنوف الكون هادي الخليقة

إلى المحضر السامي على كل محضر
منيع الحمى ذي الدولة السرمدية

إلى من يباهي ألله سادات خلقه
به وله في الرسل أعلى المزية

إلى من نناديه لكل ملمة
ونندبه جهرا لكل مهمة

إلى الصفوة الأولى هزبر الوغى الذي
أباد العدا بالغارة الأحمدية

إلى من هو المأمول في كل حاجة
عويصة شأن ذات عسر أبيه

إلى من به نسقى الغمام إذا نآى
ونحفظ من وعثاء كل بلية

إلى من هدى الله الأنام بهديه
وأعطاه في الدارين أعظم رتبة

إلى من أتى للناس نورا ورحمة
مقدمة حكما على كل رحمة

إلى بحر علم الله ذي المدد الذي
تموج به الغارات في كل موجة

إلى أشرف الأشراف من نسل آدم
وأكرمهم في بيته والقبيلة

إلى طور سيناء التجلي ورفرف
التدلي ومعراج المعاني السنية

إلى سيدي مولاي ذخري وموئلي
عمادي ملاذي ملجئي ووسيلتي

نبي حبيبي روح روحي مؤيدي
نصيري غياثي نور قلبي ومقلتي

أسلطان سادات النبيين نظرة
فإزلتي قد أوجبت طول ذلتي

وأنت الذي تدعى لنجدة خائف
بقيد العنا موثوق هم وكربة

أمولاي إني منك والفضل واسع
وقد أقعدتني رهن خطب خطيئتي

ولي نسبة تنمى إليك شريفة
معززة بالوصلة القرشية

وأنت أبو الآل الكرام وذخرهم
فيا للوحا إحفظ حقوق البنوة

ببضعتك الزهراء بارقة العلى
معظمة الأطوار ذات الفضيلة

بصديقك العالي الجناب وسيدي
أبي حفص الفاروق خير خليفة

بعثمان ذي النورين والعلم والحيا
وحيدرة الكرار نور الطريقة

بجاه الأميرين الكريمين محتدا
حبيبيك والبدرين بين الأئمة

بأصحابك الزهر الأكابر كلهم
بخالد سيف الله ليث الكريهة

بحرمة زين العابدين وباقر
وبالصادق الحبر الرفيع المنصة

وبالكاظم العالي الجناب وقومه
ومحبوبك الثأوي بأم عبيدة

بحرمة أهل البيت في كل موطن
من الأرض في قفر وفي كل بلدة

بكل ولي عن جنابك آخذ
طريق الهدى ذي لوعة بالمحبة

تدارك أغث لاحظ تكرم أعن فقد
تفاقم كربي من ذنوب ثقيلة

تهاجم حسادي علي وإنني
بعزك عزي يا ملاذي ورفعتي

أخذتك للنصر المحقق عدة
إلهية قدسية أي عدة

فكم أنا سالمت الأعادي تثبتا
وكم بت يا مولاي أدفع بالتي

وكم لوثوا مني صحافا نقية
وطاشوا فنالوا من كرام عشيرتي

وإنك ذخر اللاجئين وإنني
لجأت إليك اليوم أشكو مصيبتي

وسيلتي الدين الذي قد شرعته
بأمر من الباري إليك ونسبتي

وسادات قوم من جدودي قد مضوا
بعشقك ماتوا بين وجد ولهفة

وواسطتي الفرد الغريب محمد
عبيدك مهدي الطريقة عمدتي

دعوتك والجلى يشب لهيبها
ودمعي ممزوج بخرمة زفرتي

وقلت أغث يا ابن العواتك ضارعا
بروم ينادي يا كرام المدينة

فأين النبال الصائبات وأين ما
نرجيه من غاراتك الأبطحية

أما وأياديك التي عم سيبها
فأحيي البرايا بالفيوض العميمة

وشأنك والجاه الذي أنت أهله
وقربك من ذي القدرة الصمدية

إليك رفعت الامر والقلب موقن
بنيل قبول منك يبلج نصرتي

فتخذل أعدائي وتقضي حوائجي
وتحسن أحوالي وتجبر كسرتي

غياثا أبا الزهراء واذكر هوازنا
فإنك قد أطلقتهم بقصيدة

واني من أفلاذ بيتك فانتهض
حنانا لصوني واكفني هم محنتي

لأذهب مطلوق العنان مؤيدا
عزيزا بأصحابي كريما بعترتي

وما نقم الأعداء مني سوى الهدى
واني إلى تأييد أمرك دعوتي

هززت حبال الطول منك بنية
أراها بحكم الوقت أشرف نية

وأنت هزبر الغيب في غابة العما
وصمصامه القتال بالمتعنت

تدارك ليبدو بأس طولك في الورى
ويشهد بادي سره كل مقلة

ك الحكم والتصريف في الأرض والسما
بتصريف رب العرش من غير ريبة

فلا أنت مردود ولا الحق عاجز
وغوثك مضمون فأنعم بسرعة

توجه إلى الله الكريم وقل بلى
دعوت أجبنا رح رفيق المسرة

ونم آمنا لا تخش ضيما ولا تخف
فإنك طول الدهر في ذيل بردتي

وعامل حزين القلب باللطف رحمة
ليغدو أمينا من سهام المضرة

حنانيك يا سلطان كل منصة
مقدسة في حضرة علوية

حنانيك يا غوثاه يا حامي الحمى
ويا نشأة العرفان في كل نشأة

حنانيك يا حلال كل عويصة
مطلسمة يا روح كل حقيقة

حنانيك يا يس زمزمة العلى
وطس أسرار الغيوب الخفية

حنانيك يا كاف الكيان ونونه
ويا قاف غايات المراقي العلية

حنانيك يا نبراس كل دجنة
ويا فجر أهل الحق في كل عتمة

حنانيك يا غوث النبيين في غد
وأسبقهم بالكشف للمدلهمة

حنانيك يا من عظم الله قدره
ووالى له التعظيم في كل لحظة

أغثني فإن العمر أذهبته سدى
وهل كل حي في الورى غير ميت

لقد ضاعت الأوقات ما بين حاسد
وناف لما أوليتنيه ومثبت

فهم أعانيه على غير طائل
وغم يعانيني لوزري وزلتي

وأنت شفيع المذنبين وكنزهم
وموئلهم حشرا إذا النعل زلت

تدارك وانقذني بعزمك سيدي
فقد عوقتني في مسيري حملتي

أخذتك في الدارين عزا وملجأ
وحصنا لإيماني وجاهي ورفعتي

بوجهك جاهي في البرايا ورتبتي
وعزي وشأني وافتخاري وشهرتي

ومن أنا لولا أن فضلك سابغ
وذيلك منشور علي واسرتي

بهمتك استغنيت عن كل كافل
أؤمله يوماً وعن كل همة

تفضل ابا الزهراء بالمدد الذي
له العيلم الفياض من دون قطعة

وبحرك مأمون الغوائل مبرز
بحورا تعم الكون في كل نقطة

ومن راح يستجدي سواك مخيب
وراجيك مغموس بدائم نعمة

دعوتك قلبا للشؤن جميعها
وعلمك كاف عن تفاصيل جملتي

فهب أن ذنبي طبق الأرض والسما
وطمت بحور الأرض بالموج محنتي

فتلك شؤن ضمن جاهك كلها
وحقك ياسر الوجود كذرة

أما أنا من بيت إليك انتماؤه
يسلسلني بالنسبة الأحمدية

وترفعني منه العقود بنظمها
إليك فيا للغارة الهاشمية

عليك صلاة الله ما انبلج الضيا
وحيى بنور ما حق كل ظلمة

وآلك والصحب الكرام جميعهم
وأتباعهم أهل الخلال الكريمة

وكل ولي في البرية صالح
وعبدك رب الخرقة المهدوية

مدى الدهر ما وافى غريب لأهله
وما سارت الركبان يوما لمكة

وما طاف بالبيت المكرم طائف
وما فاز مشتاق بحج وعمرة

وما أم ملهوف بسر مطهر
بيثرب ذات النور أشرف روضة

وقبل أعتابا شميم ترابها
شفاء بإذن الله من كل علة

وما قال يرجو الغوث منك أبو الهدى
إلى باب باب الله أرفع قصتي