عجباً ضميري - نبيلة الخطيب

ألا عجباً أراك تغيبُ حيناً
وتأتي لائماً وجِلَ الجَنان

لتُبكيَ مقلتي وتطيل ليلي
فتحرمني الرقادَ كما تراني

كأنك يا ضميرُ تروم قتلي
لتعليَ بالعذاب المُرّ شاني

وتنسى يا ضميريَ أنّ نفساً
يراودها الضلالُ بلا تواني

كساريةٍ بأرضٍ ذات شوكٍ
وأطبقت السَّمومُ على المكان

وكنتَ الراعي المأمون عندي
ترد النحل إن رامت جناني

وكنتَ سياج نفسي من هواها
فما أغفى جفونك وابتلاني ؟

فحين رهنتني للوهن هوناً
أتمّ البيعَ بخساً واشتراني

فلا عزمي يكف الذئب عني
ولا لي من يرد إذا سباني

أجئت الآن تكشف لي حساباً
تعُدّ علي من عمري الثواني

لتعرفَ كيف كنتُ قضيت أمسي
وتنكرَ ما فعلتُ وما دهاني

وتسأل فيم كنتُ شغلت نفسي
وماذا سَر قلبي أو شجاني

وكيف قسمتُ بين الناس حبي
وكم أربيت في صدري حناني

أدافع كي أرد اللومَ عني
فتعيي دونما قولٍ لساني

إذا كان القضاءُ ألا اقض عدلاً
وكن حيّاً معي في كل آن.

17/12/1990