لغة للمسافة - أدونيس
أمسِ تحت المحاجر سافرتُ تحت الغُبارْ
                                                                    فسمعتُ صدانا
                                                                    وسمعتُ انهيارَ الحدود
                                                                    ...
                                                                    ورجعتُ ، وقيل نسيتُ هنالكَ ،
                                                                    مِن دهشةٍ ، خُطواتي
                                                                    خطواتي ؟ بَلى ، وكأنّي أراها
                                                                    حُرّةً تَتنقّل بين الشرايين بين الرّئاتِ
                                                                    وتطوف الحنايا وتنقادُ
                                                                    مذهولةً أو تحارْ
                                                                    في ثنايا الخواصر في الجلد
                                                                    في هُوّةٍ لا تراها
                                                                    وكأني أرها
                                                                    بعد هذا تعودْ.
                                                                    ستمرّ ، ولن تلمحوا ، خُطواتي
                                                                    بيننا لغةٌ للمسافة يجهل ألفاظها سوانا.