مرآة لزيد بن علي - أدونيس
أسْتَشْرفُ المكتوبْ
                                                                    في صفحةِ الخلافه
                                                                    مَرسومةً كالقبر تحتَ راحتيْ هشامٍ:
                                                                    رأسكَ بين النّصْل والرّصافَه
                                                                    مُهاجرٌ
                                                                    والجسَدُ المصلوبْ
                                                                    يُنثرُ مثلَ الصّوتْ
                                                                    في نَهَرٍ...
                                                                    - لا ، لن يحولَ سيفٌ
                                                                    لا ، لن يحولَ موتٌ ...
                                                                    لي وَطنٌ في الماءِ - غيرُ الموتْ
                                                                    يَجهلُ ،
                                                                    غير الصّلْب والحَريقْ
                                                                    يجهلُ أن يُقرّبَ المسافَهْ
                                                                    ما بيننا ،
                                                                    ويفتَح الطّريقْ.
                                                                    واخترق النصْلُ جبينَ زيدٍ،
                                                                    ونُكّستْ راياتُه...
                                                                    - ارفعوهُ
                                                                    غَطّوهُ ، خَبّئوهُ
                                                                    عن أعين الأعداءْ
                                                                    هُنا ، هُنا ..
                                                                    لَفّوهُ بالأصواتِ بالوجوهْ،
                                                                    بالعُشْب خَبَأوهْ
                                                                    في الماء ، في ساقيةٍ خضراء.
                                                                    وها همُ الأعداءْ
                                                                    يأتونَ...
                                                                    بعد لحظةٍ رأوْهُ معلّقاً
                                                                    يُحْرَقُ فوقَ الماءْ
                                                                    يُنْثَرُ فوقَ الماءْ -
                                                                    ألجسْمُ يَصّاعَدُ في رمادٍ
                                                                    مُهاجرِ كالغيمةِ الخفيفهْ
                                                                    والرأسُ وَحْيُ نارْ
                                                                    عن زمن الغُيوب والثّورةِ والثّوارْ
                                                                    يَقرؤهُ السيّافُ للخَليفَهْ...