الرغيف - أدونيس

عادَ الرّغيفُ إلى خميرتِه
يُهاجرُ في قصيده
مثلي،
سَريْنا حافِييْنِ،
- أَكلتَ؟
- لا.
- ودّعتَ؟
- لا.
- عاندتَ صوتكَ، وَهْو يفتح جرحَه الملكيّ، يصرخُ؟
- لا.
سَريْنا
في قاع أغنيةٍ، رأينا
سُفُنَ الحروفِ الجارياتِ - نقلتُ عن وجهي حُرُوفي
ولبستُ قبّعةَ الخريفِ
كي أفهمَ القبر المسافرَ...
وانحنيْنا
وتنهّد الحَورُ الحزينُ يقولُ، أسمعه يقولُ
أنا والرّغيفُ علامتانِ وكلّ أغنيةِ رسولُ
والماءُ جَمْجمةٌ بعيدهْ.
أنا والرغيفُ دَمٌ - سَريْنا
بكتِ الشوارعُ وانحنَتْ
رُكَبُ المآذنِ،
وانحنيْنا...