ك.ز - أغيد عليا

(-1-)
حملت لوحتها ..
وراحت تبحث عن روح ٍ ترسمها
كانت تعتقد أن بإمكانها الرسم في شوارع حظر التجول.
تحت أنقاض مدينةٍ، كانت هنا.
وما زالت جثة هامدة.
واليوم.
لا شيء، إلا غبار وسراب وضجيج.
ضجيج الشوارع الممتلئة بالفراغ.
وضعت لوحتها عند تقاطع قلبين.
بحثت عن ألوانها، لم تجدْ.
أمسكت اللوحة، ولطختها بالسواد.
لم يكن إلا السواد.
وسارت لا تذوي على شيء.
كان كل شيءٍ معها .. ،
يخونها.
هربت من كل شيء، وبنت نفسها من جديد.
وحيدةٌ
كنخلة ٍ في غابة نخيل.
الموت.
يشبهُ الموت، لكن لا موت يشبه آخر.
(-2-)
كانت تقف أمام لوحتها ..
حين رمت كل شيء وراء ظهرها.
" لا أستطيع إلا أن أكون حرة "
رافقت ظلها، وأخذت تتبعه أنّى تاه.
حطمت كل القيود التي وضعتها على يديها.
شغلت بالها بالحرية، فتقيدت.
حينما
رسمتها، لوحتها، تحررت !!
(-3-)
الحياة في لوحتي تنبض بالموت ..
قالتها وضحكت ثم كتبت في أسفل اللوحة :
" على هذه الأرض ما يستحق الحياة "
لكنها،
نسيت أن توقع عليها.
رمت اللوحة أرضاً، نظرت حولها، وخرجت من كل شيء.
قالت له : أنت ترعبني.
ضحك، لأنه كان خائفاً منها.
أعطته ألبوم صورها، وأرته لوحاتها.
كانت ملاكاً يأكل الجحيم بعينيه.
قرأها دمعة دمعة.
لم يستطع أن يرى شيئاً.
لأنها كانت أناته وعيناه كانتا عينيها اللتين تنظران إليه.
دهش حين رأى نفسه أنثى.
كان يضحك مثلها.
وكانت تبكي مثله.
كانا صفحتين بكتاب واحد.
دمعتان لجرح واحد.
وحياة لموتين مختلفين.
(-4-)
كانت بارعة في رسم كل شيء
ترسم ضحكتها على ثغر مخضب بالدموع.
شيءٌ واحد.
لم تستطع أن تجعل منه لوحة.
عيناها.
نظر إليهما.، دهش.
ولم يعرف إلى الآن.
أكان ينظر إلى مرآة، أم إلى عينيها.
كل الدروب تؤدي.
رسم دمعةً.
وقرر أن يختم القصيدة.