انكسارات وحلم - إباء اسماعيل

غضبٌ،‏
تسْطعُ فيهِ‏
خيولُ الشّهبِ الزرْقاءْ…‏
غضبٌ يهْوي‏
هلْ تكْتملُ اللعْبةُ‏
أمْ تكتملُ الأنباءْ؟!..‏
نحْلٌ يهْوي،‏
في عسلِ الحزْنِ‏
وسيلُ الكلماتِ العربيّةِ‏
تحمْلُ راياتِ‏
الشّهداءْ!…‏
وحماماتٌ حمرٌ‏
سنهادُنها الآنَ‏
لكي تصْبحَ بيضاءْ…‏
لكنَّ الأحمرَ يطفو‏
ويفورُ‏
يُغطّي في دمنا الصّحراءْ!!…‏
***‏
في غاباتِ الوطنِ المكسورْ‏
أنْثُر فوضى أحزاني‏
لأرى في الروحِ،‏
الطفلَ الغجريَّ‏
يُسابقُ أفراسَ الضوءِ‏
يُغني للفجرِ العربيِّ‏
المأْسورْ…‏
ودمي من نورِ يديهِ‏
يُشكّلني شعراً‏
وطناً‏
وعصافيرَ‏
تطيرُ إلى أفقٍ‏
منْ نورْ…‏
هَوَ نهْرُ صباحي‏
يأْسرني بينَ النبْضةِ‏
والرؤيا‏
لأكّونَ بينهما،‏
قَمراً‏
ورغيفاً‏
وأزيحَ عن القلْبِ‏
الدّيجورْ!…‏
***‏
مَنْ يفْتَحُ ذاكرةَ الأشياءْ؟!…‏
مَنْ يُشْعلُ ضوءاً‏
في ليلِ الأمْواتِ‏
الأحْياءْ؟!…‏
حزني يهبطُ،‏
مثلَ الرّيحِ‏
تُعلّقني عنقوداً‏
منْ ضوءٍ‏
وبهاءْ…‏
أتأمّلُ أحزاني،‏
عبر عصورِ الوهْمِ‏
وأبْصرُ أضرحتي…‏
أبْصرُ أجنحتي المكسورةَ‏
أو لا أبْصرُ شيئاً‏
ذاكرتي نهبٌ‏
للحزنِ الأبديِّ‏
وصوتي تَنْهبهُ الغربةُ‏
والرّوحُ تهيمُ‏
كأنَّ النارَ‏
وأشجانَ القلْبِ‏
سواءْ!…‏
***‏
ها طفلٌ،‏
يجْرحُ في الأفْقِ‏
غيومَ الفرحِ‏
البيضاءْ…‏
يسّاقطُ منها الضوءُ‏
وينبوعٌ منْ ماءِ الزيتونِ‏
يصيرُ بحاراً‏
وسماءْ…‏
ها طفلٌ،‏
يخرجُ من دفءِ الأرضِ‏
ليصْعدَ في الأمداءْ…‏
فأرى أسئلةً،‏
في عينيهْ‏
وأرى الأرضَ‏
تَدورُ‏
لتكْملَ شمْساً‏
في رئتيهْ!!..‏
***‏
إنْ كنتَ ربيعاً،‏
في حلمٍ‏
أو كنتَ لهيبَ ضياءْ‏
فأنا،‏
منْ تربةِ غربتنا‏
أصعدُ نحوكَ‏
قنديلَ سناءْ…‏
سأكونُ لصيفكَ غيمهْ‏
سأكونُ لروحكَ بسْمهْ‏
أدخلُ صبْحكَ،‏
مثلَ هسيسِ الورْدِ‏
لأمْسحَ عنْ قدميكَ‏
بقايا الليلِ‏
بقايا الحزنِ المتناثر‏
مثل فضاءْ!…‏
أنتَ أنا…‏
فلْنشغلْ شمسَ الحلمِ‏
الواعدِ‏
ولتسْبقْني في الخضرةِ‏
والضوءِ‏
خُطاكْ…‏
أنتَ أنا…‏
فمتى أزْهرُ في قلبكَ‏
أحلاماً؟…‏
ومتى تزْهرُ في الروحِ‏
رؤاكْ؟!…‏
فابسْط لي من كفّيكَ جناحاً‏
كي ألقاكْ!!…‏