و انجلت نفسي في النور - بدوي الجبل

أين أمي ؟ فرّ لا يلوي به
مجتلى بدر و لا لألاء شمس

حازه الدّهر و مرّت فوقه
لجج أخطأها عدّي و حدسي

***

يالأمسي و هو يجتاز المدى
بين أشباح من الأيّأم خرس

مرّ في الآباد فاستوقفه
من لييلات شبابي ألف أمس

عرفت فيه أخاها آيبا
من ربوع عافيات الذكر درس

و انتحت فيه مكانا موحشا
هو مع وحشته ذروة رمس

***

قال أمس هات عن صاحبنا
و ابعث الذكرى فطول العهد ينسي

قد تملّيت به غضّ الصّبى
زير حسناء و ورقاء و كأس

كمنت للغيد في أشعاره
زينة الشيطان من غيّ و رجس

خالعا بردى عفاف و تقى
سادرا يصبح في الغيّ و يمسي

يقطف الحسن على أوراقه
من شفاه عذبة الملمس لعس

***

قال أمس و أنا عهدي به
نضو أوراد و تسبيح و درس

يعبد الله ففي محرابه
كعبة زهراء من نور و قدس

رضي الصوف فما يعرفه ...
ناعم الخزّ و لا غالي الدمقس

***

ضحك الأمس فرنّت في الدّجى
ضحكة الثاكل في ليلة عرس

و انثنى يخطب فيهم خطبة
أبلغ المنطق في أعذب جرس

أين ما تروون عن صاحبنا
عري الحقّ فلا عذر للبس

أتقيّ و هو ينفي كلّ ما
لم يؤيّد بيقين أو بحسّ

أخليع و الضنى يسلمه
في ربيع العمر من برء لنكس

هو _ يعفو الله عن آثامه
ساخر صوّر من سقم و يأس

***

مزّق الحقّ حجابا للدّجى
و انجلت نفسي في النّور لنفسي