لبنان و الغوطتان - بدوي الجبل

لي موطن في ربى لبنان ممتنع
و لي بنو العمّ من أبنائه النجب

إن فاتهم معقل يوم الوغى أشب
بنوا من السمر صرح المعقل الأشب

و لو مشى الموت في شهباء معلمة
مشوا إلى الموت في الهنديّة القضب

لبنان و الغوطة الخضراء ضمّهما
ما شئت من أدب عال و من نسب

ما في اتّحادهما تالله من عجب
هذا الفراق لعمري منتهى العجب

للخلف في الناس أنواع و أغربها
خلف الشقيقين من قومي بلا سبب

كلّ الربوع ربوع العرب لي وطن
ما بين مبتعد منها و مقترب

للضّاد ترجع أنساب مفرّقة
فالضاد بحلق غريب الدار مغتصب

***

من مبلغ فتية الحيّين مألكة
كالسهم ريش فإن سدّدته يصب

فيم التخاذل لا فلّت جموعكم
و الدهر يزحف بالأرزاء و النوب

مالي و للناس جدّ الناس كلّهم
و ضاع قومي بين الجدّ و اللعب

هل لابن دجلة حقّ غير مغتصب
أم لابن جلّق إرث غير منتهب

أين الشباب و فتيان غطارفة
كالأسد في الغيل ما واثبها تثب

اليعربيّون لا حقد و لا غضب
قد يسلب الحقّ بين الحقد و الغضب

***

غنّيت قومي بالأشعار أطربهم
لو يسمع القوم شدو الشاعر الطرب

و أحزن الشعر بيت راح ينشده
دمع تحدّر من أجفان مكتئب

خير القصائد ما أوحته عاطفة
فسار في كلّ دنيا غير مغترب

و للطبيعو شعر راح يسكرني
فهل جرت في قوافيه لبنة العنب

قرأته في النجوم الزهر عن كثب
و في صفاء العيون النجل عن كثب

***

قد كان لي أرب طاح الزمان به
فيا شقاء فتى يحيا بلا أرب

و كان لي مقول كالسيف منصلتا
فحطّم الظلم حدّ المقول الذّرب

لأرحلنّ فلي في الأرض متّسع
إن ضاق بي صدر هذا الموطن الرحب

***